| 254
ثانيًًا: سياق الخطاب ثمة مجموعة من العناصر التي أسهمت في تشكيل سياق الخطاب الأجنبي عن الذكاء الاصطناعي وتداعياته على الصحافة، نذكر منها ما يلي: ): يعتقد البعض أن الميديا الاجتماعية أســهمت في 34 () uberization - التوريــب ( الصحافة؛ إذ وفََّر موقع فيسبوك، على سبيل المثال، لوسائل الإعلام خدمة " توريب " ) التي تُُمك ِِّنها من إدراج موادها الإعلامية الآنية Instant Articles ( " المقالات الآنية " في الموقع من أجل مضاعفة عدد جمهورها بفضل اقتسام ما تنشره على المستخدمين والمشــتركين في الموقع، ومن ثم رفع نصيبها من الإشــهار نتيجة النقر على وصلة ،) 35 موقع الوسيلة الإعلامية. لكن توريب الصحافة بدأ قبل ميلاد الميديا الاجتماعية( بل ظهر مع بروز العديد من المؤسسات التي تستكتب الصحافيين المستقلين بالقطعة، وتُُج ْْبِِر كل صحافي على كتابة مقال كل ساعة في شتى المواضيع لتضعه تحت تصرف دولار على الكلمة في 0 . 05 المؤسســات الإعلامية الزبونة. ويتقاضى هذا الصحافي دولارًًا عن المقال. ولرفع أجره لا 40 كلمة، أي حوالي 800 المقــال الــذي يتضمن يســعه ســوى مضاعفة إنتاجه، أي اللجوء إلى ترديد البيانات الصحفية والمعلومات المتداولة في الفضاء الافتراضي. فقبل ميلاد شبكة الإنترنت تراوح أجر هذا الصحافي ). لكن كيف يكون وضع هؤلاء الصحافيين؟ وما 36 ما بين دولار وثلاثة دولارات( نوعيــة منتجاتهم إن اســتعانوا ببرامج الذكاء الاصطناعــي التي تُُحر ِِّر كمية كبيرة من المقالات والأخبار النمطية بالعديد من اللغات في أوجز وقت ممكن؟ وما تداعيات هذه العملية على الصعيدين المهني والأخلاقي؟ وما المعايير التي تُُدخ ِِلها على العمل الصحفي، والتي تستدعي إعادة النظر في تعريف ما هو الصحافي؟ - انفصــال المحمــول عن الحامــل: هذا ما حدث في عالــم الميديا لأول مرة في التاريخ، فأدى إلى تغيير في أساليب الإنتاج الصحفي لِِيََتََكََيََّف مع كل وسائل الإعلام ). وسيعمل الذكاء Transmedia ( " عبر الوســائط " س ـ ًِدًا بذلك ما أصبح يُُعرف بــ �ََ م ُُج الاصطناعــي علــى تلبية متطلبات هذا الانفصال أكثر علــى صعيدين: الأول: توفير مســتلزمات إنتاج هذه المادة بالنهل من المصادر المختلفة والمتنوعة غير التقليدية. والثاني: على مســتوى الجمهور؛ إذ يُُزوِِّد المؤسســة الإعلامية بالبرامج ومحركات البحث التي تسمح لها بمعرفة أدق التفاصيل عن جمهورها، وتقديم المادة الإعلامية والثقافية على مقاس وميل كل فرد منه.
Made with FlippingBook Online newsletter