العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 256

تشك ََّلت الصحافة العربية في ظل فلسفة الموالاة أو التجنيد والتعبئة التي تحد ََّث عنها ). لذا يُُلاحظ الباحث اعتمادها 41 () William Rugh الباحــث الأميركي، وليام رو ( المفــرط، فــي الغالب، على أحادية المصدر الذي يكون عادة رســميًًّا. ويََحدُُث في بعــض الأحيــان ألا تعتمد على أي مصدر معلوم؛ مما ينم عن غياب الشــفافية في سـِر غياب خدمة التعليقات على � طريقــة جمع الأخبار وانتقائها. ولعل هذا الأمر يُُف .) 42 المنتــج الإعلامي في العديد من مواقع وســائل الإعلام فــي المنطقة العربية( لقــد اضطــر العديد من الصحف إلى إلغاء التعليقــات في مواقعه الرقمية. ولا يعود السبب في ذلك إلى التجاوزات التي تمس بأخلاقيات الإعلام، بل إلى تمسكها، في الغالب، بأحادية الرأي ومصدر الأخبار والمعلومات. وهذا يمثل أحد عوائق استخدام الذكاء الاصطناعي في جل المؤسسات الإعلامية العربية. وما يُُعز ِِّز أكثر هذا الرأي أن المؤسسات الرسمية ووسائل الإعلام في المنطقة العربية استخدمت وتستخدم مواقع الشــبكات الاجتماعية ضمن منطق التوزيع: نشر الأخبار والمعلومات والتصريحات وكأنها قناة تليفزيونية أو جريدة، أو محطة إذاعية. بينما تخضع هذه المواقع إلى منطق يروم المشاركة، والتشارك، والتفاعل، وإبداء الرأي وإقامة علاقات. وهذا ما تستهدفه بعض أدوات الذكاء الاصطناعي وبرامجه. ا - علــى الرغم من أن بعض المؤسســات الإعلامية العربيــة -وإن كان عددها قليلًا تستخدم محركات بحث للتحري عن صحة الأخبار والبيانات التي تنشرها، مثل قناة الجزيرة وموقعها على الإنترنت، إلا أن عملية التأكد من مصداقية الأخبار لم تُُشك ِِّل س ـ ًا مركزيًًّا مهنيًًّا وسياســيًًّا لدى العديد من المؤسســات الإعلامية العربية، ولا � هاج تُُقد ِِّر قيمتها المؤثرة على ثقة الجمهور فيها. فالأخبار الملفقة في الســياق السياســي العربي شك ََّلت أداة للرقابة والتحك ُُّم في المحتوى الإعلامي المتداول، والتأثير على ). وهذا منذ البيانات الصحفية التي كان أحمد 43 الرأي العام وتضليله والتلاعب به( سعيد يُُذيعها في الإذاعة المصرية أثناء حرب النكسة، في الخامس من يونيو/حزيران ، وتصريحات محمد سعيد الصحاف التي كان يُُدلي بها لوسائل الإعلام العراقية 1967 ا إلى برقيات وكالات الأنباء ، وصولًا 2003 والعربية أثناء الغزو الأميركي للعراق في الجزائريــة وأشــرطة الأخبار في الإذاعة والصور المفبركة فــي القنوات التليفزيونية الجزائريــة التي كانت تجزم كلها أن الرئيــس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، يتمتع بصحة جيدة، وأنه قادر على إدارة شؤون الدولة، بينما يدرك الجزائريون أن الرئيس

Made with FlippingBook Online newsletter