العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 262

لــه نتائج علمية وخيمة. لقد ربط البعض تََوََج ََّــه الصحافة إلى الالتزام بالموضوعية والدقــة في نقل الأحداث بالتكنولوجيا، أي بمــيلاد التليغراف أثناء الحرب الأهلية ، والذي كان وراء بروز قالب الهرم المعكوس في كتابة الأخبار 1862 الأميركية، في ). فالمراســل الصحفي أصبح يََعُُد كلماته، ويقتصد فيما يُُرْْس ِِله عبر هذا 63 الصحفية( الجهاز نظرًًا لارتفاع تكلفة الإرســال. وها نحن اليوم نفســر الاســتقطاب والتحيز والتضليل بالسبب ذاته: التكنولوجيا، ممثلة في خوارزميات الذكاء الاصطناعي. يسقط الخطاب العربي عن الذكاء الاصطناعي في جملة من التناقضات، لعل أبرزها ثـ َل في تأكيــد بعض البحوث أن المنتج الإعلامي الــذي يُُنتجه هذا الذكاء أكثر � يتم ) 65 )، وبحوث أخرى تصفه بأنه مُُضلِِّل ومتلاعب( 64 موضوعية ومصداقية( لتفســير هذا التناقض، يمكن القول: إن الخلل يكمن في أداة البحث أو آليات إنتاج الخطاب العربي. فََج ُُل البحوث والدراســات العربية لم تقم بتقييم اســتخدام برامج وأدوات ومنصات الذكاء الاصطناعي في المؤسســات الإعلامية في المنطقة العربية، )، وكيف لها أن تفعل ذلك وهي تُُقِِر بعدم وجود 66 حتى وإن كان بعضها يزعم ذلك( ،) 67 تجارب حقيقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية العربية( وتــرى أن أداء الذكاء الاصطناعي اقتصر بدرجة أساســية على تصحيــــح الأخطاء )، واستخدام الروبوت في كتابة بعض الأخبار 68 اللغويــــة والمهنية بشــكل آلــي( ). والحقيقة 69 وتقديم نشــرات الأخبار في الإذاعة والتليفزيون والمواقع الإخبارية!( أن محدودية اســتخدام الذكاء الاصطناعي في قاعات تحرير المؤسســات الإعلامية، واقتصاره على المذيع الافتراضي، والترجمة، والتدقيق اللغوي، والتلخيص، والبحث عــن المعلومات، لا يعود إلى ضعــف الإمكانيات المادية، والتأهيل التقني للعاملين فــي قطــاع الإعلام فقط، علــى الرغم من أهميتهما، بل يرجع بدرجة أساســية إلى أن معظم الشــركات النشــيطة في تطوير النماذج اللغوية الكبرى أميركية، إضافة إلى ، وكلها تقريبًًا " سيلابس " )، والشركة الفرنســية Cohere ( " كوهير " الشــركة الكندية تستخدم اللغة الإنجليزية، والنماذج التي يجري التدريب عليها تصدر بهذه اللغة، ولا ). هذا علاوة على ضعف 70 (% 0 . 6 تُُسهِِم اللغة العربية في هذا المجال سوى بنسبة الإنتاج العربي الرقمي. فمثلما ذكر الباحث آنفًًا فإن الذكاء الاصطناعي لا يُُبدِِع ولا يبتكر، بل يستخدم المتوافر في شبكة الإنترنت باللغات الأجنبية، والإنجليزية بدرجة

Made with FlippingBook Online newsletter