العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

263 |

أساسية. وهذا يعني ترسيخ التبعية لمصادر الأخبار والمعلومات الأجنبية. وقد ظلت هذه التبعية في نطاق المسكوت عنه، وغير المُُفََك ََّر فيه. إن علََّة الخطاب العربي تكمن، بحسب رأي الباحث، في مستنداته وآليات إنتاجه، أي في التموقع الإبســتمولوجي لمنتجيه: الباحثون في موضوع تأثير الذكاء الاصطناعي. فأمــام محدوديــة اســتخدام الذكاء الاصطناعــي في قاعات التحريــر الصحفي في ا ًا المنطقة العربية، وفي ظل غياب الشــغف بما أضافتــه عُُد ََّة الذكاء الاصطناعي فعل للعمل الصحفي، اعتمد منتجو هذا الخطاب على إســتراتيجيتين: الأولى: اســتطلاع آراء الصحافيين وطلبة الإعلام عن الذكاء الاصطناعي، وكأن اســتخدام عُُدََّة الذكاء الاصطناعي اختيار شخصي، ولا علاقة له بإستراتيجية المؤسسة الإعلامية. وقسمت المبحوثين إلى معسكرين: مؤيدي استخدام الذكاء الاصطناعي، وكانت نسبتهم عالية، )، وتكميم -من الكم- أسباب التأييد أو 71 ومعارضي اســتخدامه بنســبة متواضعة( ). وهذا يعني أن أداتي الاستبيان والمقابلة المستخدمة في هذه البحوث 72 المعارضة( استندت إلى أسئلة الرأي وليس المعلومة. وهذا خلافًًا للبحوث الأجنبية التي قامت على أســئلة المعلومات من أجل تقييم تجربة الصحافيين مع الذكاء الاصطناعي وما ) 74 ). يمكن أن نستثني في هذا المقام البحث الذي أُُنْْج ِِز عن الجزيرة( 73 يقومون به( والذي استعان بالمبحوثين لاستعراض تجربة شبكتها في التحري في صحة الأخبار ، بدرجة أساســية، وهي وكالة للتحقق الإخباري تقوم " ســند " والمعلومات، وتجربة بالرصــد، والتحــري، والتحليــل المعمق للأخبــار من أجل التأكد مــن مصداقيتها وموثوقيتهــا، واقتراح مصادر أخرى، وتقديم مقترحات لمواد إعلامية، وإنشــاء بنك للبيانات وتنظيم الأرشــيف. وهناك أيض ًًا فريق البحث والتطوير الذي يعمل بالتعاون مع قسم المعلوماتية من أجل تطوير الأدوات والبرامج بما فيها ذات الصلة بالتعليم الآلي لمســاعدة الصحافيين في التحري عن صحة ما يكتبونه أو ينشــرونه من صور وفيديوهــات، وفريق الميديــا الاجتماعية الذي يقدم ملاحظاتــه ومقترحاته في هذا المجال فيغربل منشورات هذه الميديا، خاصة تلك التي تملك قيمة إخبارية، علاوة على الاستعانة بالخوارزميات لإدارة متابعيها عبر مختلف منصاتها. العربي على العديد من النظريات لتفسير ماهية الذكاء الاصطناعي، " الخطاب " لقد اتََّكأ والكشــف عن تبعاته على العمل الصحفي، لعل أبرزها نموذج القبول التكنولوجي )، والذي يُُفترََض أن ينطلق من المستخدم الفعلي Model Acceptance Technology (

Made with FlippingBook Online newsletter