العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 264

لعُُد ََّة تكنولوجية محددة، وليس مما اعتمدته جل البحوث في المنطقة العربية؛ أي مما يُُفكر فيه عن الذكاء الاصطناعي بناء على ما تناهى إلى سمعه أو قرأه أو تخيله. فلا يمكــن الحكم على أداء منصات الذكاء الاصطناعي وبرامجه وأدواته، وتأثيرها على الممارسة الصحفية في المنطقة العربية دون تجريبها واستعمالها. إذن، الخطــاب العربــي لا يتحدث عما قامت به عُُد ََّة الذكاء الاصطناعي، وما يمكن القيام به في السياق التاريخي لتطور المؤسسات الإعلامية والصعوبات التي تواجهها اليوم، بل يركز على ما يمكن أن تقوم به انطلاقًًا من التجارب التي خاضتها مؤسسات ). قــد يقــول قائل: يمكن إدراج الخطــاب العربي عن الذكاء 75 الإعلام الأجنبيــة( الاصطناعي في أفق استشــرافي؛ لأن العُُد ََّة التقنية التي اســتخدمتها وســائل الإعلام ا . إن الأمر ا أو عاجلًا الغربية ســتصل إلى قاعات التحرير في المنطقة العربية إن أجلًا مختلف بالنســبة للذكاء الاصطناعي وذلك لارتفاع كلفته. فالبحوث المســحية بيََّنت أنــه لا مجال للمقارنة بين تطبيق الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الشمالية، وفي بلدان الجنوب؛ إذ إن هناك تفاوتًًا كبيرًًا بين مستوى استخدام ). ومن الصعب إســقاط 76 هذا الذكاء في صناعة الإعلام في بلدان آســيا وإفريقيا( مســتوى تطور وســائل الإعلام في أميركا وأوروبا الشمالية على وسائل الإعلام في المنطقة العربية. خلاصة تأسيسًًا على ما سبق ذكره، يمكن القول: إن الخطاب العربي عن الذكاء الاصطناعي بُُنِِي على الفهم الوصفي ذي الطبيعة التقنية والجاهز والمستقى من الاتجاه المهيمن في الخطاب الأجنبي. لذا يبدو موحدًًا وأكثر تجانس ًًا. ونجم عن هذا الفهم تقارب في تقدير تأثير هذا الذكاء على قاعات التحرير، الذي بلغ حد الرضا عن مستوى تطبيقه ). فلم نعثر في 77 في بعض المؤسســات الإعلامية العربية؛ إذ وُُص ِِف بالناجح جد ًًّا( هذا الخطاب على أي رابط بين برامج الذكاء الاصطناعي وأدواته، ووضع الكثير من المؤسسات الإعلامية التي تُُعاني من أزمة خانقة، وتره ُُّل اليد العاملة وتضخمها نتيجة غياب سياسة التوظيف وفق معايير واضحة وحاجات حقيقية، وتبعيتها إلى السلطات التنفيذية وقوى المال، وتراجع ثقة الجمهور فيما تنشــره أو تبثه، وغيرها من مظاهر هذه الأزمة. لذا يبدو الخطاب عن الذكاء الاصطناعي في بحوث الإعلام العربية خطابًًا

Made with FlippingBook Online newsletter