| 286
بسبب وقوع الكارثة، كيف يُُمكن استخراج هذا الطوفان من البيانات ومعالجته بشكل فعَّّال لخلق الوعي الظرفي وتقليل الأضرار الناجمة عن الكارثة. وثالثًًا: كيف يُُمكن لمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أن تُُساعد الهيئات الحكومية وغيرها من المؤسسات على الاستعداد واتخاذ الخطوات اللازمة لإدارة حالات الطوارئ من أجل تقليل الخسائر. ) حالة كارثة الزلزال الذي ضرب 8 () Moumita Basu - درست الباحثة موميتا باسو ( ؛ إذ تم جمع وتحليل مجموعة كبيرة 2015 نيبال وأجزاء من الهند، في أبريل/نيسان المتبادلة بين أعضاء المنظمة الطبية، الذين كانوا يعملون في " الواتساب " من رسائل المناطــق المتضررة من الكارثــة في نيبال لتحديد الاحتياجات المختلفة من الموارد والتأخير المقابل في تعبئتها. وانطلقت الدراســة من أن أي كارثة طبيعية كبرى، مثل الزلزال، تُُصاحبها حاجة ملح ََّة لمختلف أنواع الموارد في المناطق المتضررة، والتي تشــمل في المقام الأول الموارد الطبية، والموارد البشــرية، ومــوارد البنية التحتية. وتوصلــت الدراســة إلى أن حجم الســرعة في تلبية هذه الحاجــة إلى الموارد قد يُُحد ِِّد بشــكل حاســم حجم الضرر والخسائر البشــرية في أعقاب الكارثة. ومن ثم، فــإن معرفــة نوع الموارد المطلوبة في أعقاب كل كارثة يُُعد أمرًًا مهم ًًّا للمؤسســات المهتمة بتخطيط الحلول لتكون مستعدة بشكل أفضل للتخفيف من أي كارثة قادمة. كما توصلت الدراســة إلى وجود فجوة كبيرة بين المتطلبات والتوافر الفعلي للعديد من الموارد المطلوبة. ويُُبيِِّن رصد هذه الأدبيات تنوع الإطار المكاني للدراســات الســابقة (إيطاليا، نيبال، الهند( التي تناولت اســتخدام وســائل التواصل الاجتماعــي في اتصالات الأزمات والكوارث، لكن لا توجد أي دراسة تناولت الحالة المغربية؛ مما يزيد من أهمية هذه الدراسة في ظل الخصوصية التي يعرفها المجتمع المغربي. وأظهرت نتائج الدراسات السابقة، مثل دراسة الباحث يحيى بن لعربي، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمات أســهم في ظهور بيئة اتصالية اجتماعية جديدة تتســم بالاتصال غير المتناسق. كما وضع هذا الاستخدام حدًًّا لكل الجهات الأخرى التي تكون حاضرة في إدارة الأزمات، مثل القادة السياسيين ووسائل الإعلام. وأفادت الدراسات السابقة الباحث في الإسهام في بلورة المشكلة البحثية للدراسة وتحديد تساؤلاتها وعيِِّنتها، وضبط المتغيرات وأساليب قياسها.
Made with FlippingBook Online newsletter