العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 362

وسائط لتلبية حاجة الأشخاص للترفيه والتسلية والإعلام والتعلم تُُعبِِّر عن فهم، وعن نظرية لهذه الوسائل نابعة من المدرسة الوظيفية التي تؤمن بأن وسائل الإعلام تقوم بجملــة من الأدوار منها تعزيز المعايير الاجتماعية المنغرســة في المجتمع. كما أن السعي إلى الحفاظ على وظيفية المجتمع يتطلب تدعيم هذه المعايير، ولا يستدعي التغييــر. أمــا التأكيد على أن وســائل الإعلام أداة للهيمنــة، والتغريب، والتلاعب، والتضليل، وإذعان الجمهور لسلطة مالكي وسائل الإنتاج في المجتمع، فيُُفص ِِح عن فهم مغاير لهذه الوســائل يعكس منظور المدرسة النقدية، التي تختلف عن المدرسة الوظيفية. يوجد إجماع شبه تام على أهمية تدريس نظريات الإعلام والاتصال في برامج الاتصال الجماهيري في الكليات ومعاهد التعليم الجامعي، وحتى مراكز التأهيل الصحفي في العديد من البلدان على اختلاف أنظمتها السياســية ومنظوماتها الإعلامية. وتُُشــك ِِّل جانبًًا أساســيًًّا في التأهيل إلى البحث العلمي أو الممارســة المهنية في حقل الإعلام والاتصــال. ويتطلــب هذا الإجماع الحاجة إلى تجديد التفكير في تدريس النظريات والإجابة عن عدد من الأسئلة: ما النظريات التي يجب التركيز عليها في ظل التطور في المجتمع بشــكل استعراضي وإدغامها " الميديا " التكنولوجي الكبير وبروز مكانة في الممارســات اليومية؟ وما الأســاليب الملائمة التي ينبغي اتباعها في تدريســها؟ وكيف يمكن الجمع بين النظري والتطبيقي لسد الفجوة بين الصيغ النظرية والتطبيق العملي؟ تروم الدراســة تقديــم رؤية موضوعية عن الوضع الحالــي لتدريس نظرية الاتصال الجماهيري في الجامعات العربية من خلال تحليل محتوى ما يتم تدريسه، وفحص أنواع المقاربات الســائدة، ونوع المناهج التربوية المستخدمة وفعالية هذه الأساليب في تعزيز فهم الطلاب وتطوير التفكير النقدي لديهم، وتحديد نقاط القوة والضعف والمجالات المحتملة للتحسين. كما تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى مناهج نقدية أكثر وسياقية لتدريس نظرية الاتصال الجماهيري في العالم العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي الفريد للمنطقة.

Made with FlippingBook Online newsletter