| 370
" ما يتعلمه الطلاب " للاتصــال والتفكير مثل المنظرين. ويؤكد ضــرورة التمييز بين . وهذا أمر في غاية الأهمية؛ لأن القصة التي يرويها مؤلفو الكتب " كيف يتعلمونه " و الجامعية والتدريبات التي يقترحونها، والتي توضح معنى نظرية الاتصال، قد تتطابق مع القصة التي يعيشــها الطلاب أو تختلف عنها، وهذا بالنظر إلى تجربتهم التربوية الشــاملة. ومــن خلال تحليله لعيِِّنة من الكتب الدراســية الخاصــة بنظرية الاتصال والموجهــة للطلاب الجامعيين، والمقالات العلمية المنشــورة التي تتضمن تمارين خاصــة بتدريــس نظرية الاتصال، أشــار الباحث إلى أن الاختيــارات التي يعرضها التنظير " مصممــو التعليم فيما يتعلق بتدريس الاتصال تجمــع بين التفكير النظري و . ويتضمن هــذا النمط من التدريس تعلم الــطلاب ما هي النظرية " كتطبيــق عملــي وكيفيــة تطبيقهــا من خلال اســتيعاب مجموعة من النظريات المدروســة، واختيار النظرية المناسبة القادرة على تفسير ظاهرة الاتصال بشكل أفضل، والاستخدام الفعال للاستدلال الاستنتاجي لاستخلاص تفسيرات معقولة لظواهر اتصالية محددة، وتعيين .) 31 تطبيقية للنظريات في الواقع اليومي( " وصفات " يتضــح مما ســبق أن نظريات الاتصــال ازدادت عددًًا وتنوعًًا منــذ ثلاثينات القرن الماضي، وأن الاتفاق حول أنواع النظريات التي يجب تدريسها، ومتى تُُدََرََّس، ولأي طلبــة، ظلت محل خلاف في الجامعات الأجنبية، خاصة الأميركية منها. وهذا يعود أساس ًًا لجملة من العوامل، منها طبيعة المؤسسة التي تُُدََرِِّس علوم الإعلام والاتصال ومكانتها، ونوع الشهادة التي يسعى طالب الإعلام والاتصال الحصول عليها، وارتباط التعليم الجامعي في البلدان الغربية، والولايات المتحدة الأميركية تحديدًًا، بالســوق ومتطلباته. وهي العوامل التي تُُجد ِِّد الســؤال عن الغاية من دراســة الاتصال وليس نظرياته فقط. وتكشــف الدراسات الســابقة ثراء التجارب في تدريس نظريات الاتصال والإعلام، وتُُبرِِز عقلانية تدريســها وكيفية تدريســها، وفاعلية هذا التدريس. ويمكن الاستفادة مــن العديد مــن التصورات التي عرضها الباحثــان أعلاه لتدريس نظريات الاتصال والإعلام في الجامعات العربية، والتي تنصح بعدم فصل نظريات الاتصال والإعلام عن البراديغمات التي تناســلت منها، وتطرح على أســاتذة الإعلام وواضعي الخطط الدراسية الأسئلة التالية:
Made with FlippingBook Online newsletter