العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 372

العربية، على قلتها، بدراسة استخدام نظريات الاتصال في دراسة الظواهر الاتصالية في العالم العربي، واتجه بعضها إلى محاولة معرفة تطبيق نظرية بعينها في البحوث ). واهتم البعض الآخر بتطبيقات نظريات الاتصال في فضاءات الإعلام 35 الإعلامية( ). وركز بعض الدراســات على مقاربة أوجه 36 وتجلياتهــا في البحــوث الإعلامية( القصــور في اســتخدام الأطر النظرية في البحوث العربيــة، لكن لم نعثر في الواقع على بحوث اهتمت بتشــريح تدريس النظريات في الجامعات العربية، والكشف عن نوع النظريات التي يتم تدريســها وكيفية تدريســها. لذا تكتســي هذه الدراسة أهمية بالغة؛ لأنها تعتبر الأولى من نوعها على المســتوى العربي في ســعيها إلى الكشــف عن واقع تدريس نظريات الاتصال في كليات وأقسام الإعلام بالجامعات العربية. لعل هذه النظرة الموجزة للدراســات السابقة عن تدريس نظريات الاتصال والإعلام في الجامعات العربية تُُبيِِّن السياق المعرفي الذي تُُدََرََّس فيه هذه النظريات. وتفصح التجــارب الأجنبيــة عن العلاقة الجدلية بين التفكير في نظريات الاتصال وأشــكال تدريسها، ومحتوى مقرر نظريات الاتصال والإعلام في المؤسسات الجامعية. حدود الدراسة تركز الدراســة على تحليل توصيف المقرر وتســتخدم منهجية تحليل المســتندات انطلاقًًا من القاســم المشــترك في تدريس نظريــات الإعلام والاتصال، ولذلك لم تلتفــت إلى الفروقات التي تميز تدريس هذا المقرر في هذه الجامعة عن تلك. ولم تُُبــرِِز وجهات نظر أعضاء هيئة التدريــس لمعرفة آرائهم والتحديات التي يواجهونها ا عن عملية استمرار في تدريس المقرر بسبب غياب المعطيات حول الموضوع، فضلًا بعض الأساتذة في تدريس المقرر؛ إذ يتولى أي أستاذ تدريسه لفصل أو فصلين، ليأتي من يتولى تدريســه بعده. كما لم تهتم أيض ًًا بمعرفة مواقف الطلبة والصعوبات التي تعترضهم في فهم المقرر، ولم تأخذ الدراســة بعين الاعتبار تأثير العوامل الســياقية، والبيئة التعليمية، وقطاع تشغيل خريجي كليات الإعلام، وخبرة أعضاء هيئة التدريس، والموارد المؤسسية، على تدريس وتعلم نظرية الاتصال. وقد يكون من المفيد القيام بذلك في بحوث لاحقة لمعرفة معايير اختيار المدرسين والكتب المقررة، ورأي الطلبة فيما يُُقد ََّم لهم في هذا المقرر، وما يجنونه من معارف يوظفونها في حياتهم المهنية. ويرى الباحثان أن ما تُُقد ِِّمه هذه الدراســة يُُشــكل الأرضية التي تقف عليها البحوث المستقبلية لتغطية الجوانب المذكورة.

Made with FlippingBook Online newsletter