العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 384

. مناقشة نتائج الدراسة 3 أدركت جميع الجامعات التي شملتها عينة الدراسة ضرورة تدريس نظريات الاتصال، وأدرجتها ضمن المقررات الإجبارية، ومعظمها يمنحها ثلاث ساعات أسبوعيًًّا، مثلما هي الحال في العديد من كليات الإعلام في الجامعات الأجنبية. بيد أنها تُُدََرََّس في % منها دون متطلب ســابق. وهذا ما يفســر جزئيًًّا الصعوبة التي يشعر بها الطلبة 60 في استيعاب محتويات هذا المقرر؛ إذ إن موضوعاته ومحتوياته يجب أن تُُبْْنََى على مكتســبات معرفيــة تصب في علوم الإعلام والاتصــال، مثل: مدخل لعلوم الإعلام والاتصــال، ومدخل للاتصال، ومدخل لوســائل الإعلام. كمــا أن تدريس نظريات الإعلام والاتصــال في المســتوى الأول والثاني من مرحلة البكالوريوس، مثلما هو الشأن في حوالي نصف الجامعات العربية، التي شك ََّلت مادة هذه الدراسة، لا يخلو من صعوبات. ونذكِِّر هنا بأن جل نظريات الاتصال والإعلام رحلت من تخصصات معرفية مختلفة، مثل علم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس، والعلوم السياسية، واللســانيات أو اس ْْتُُلْْهِِمََت من بعضها الآخر، مثل الفلسفة، فيتعسر على طالب السنة الأولى أو الثانية في مرحلة البكالوريوس اســتيعاب مضمونها، خاصة إن لم تكن له خلفية في التخصصات المذكورة. فكيف يســتطيع الطالب أن يفهم نظريات المجال العام التي تُُدََرََّس في بعض الكليات والأقسام في الجامعات العربية، حتى وإن كان ا، إن لم يتزود بخلفية في الفلسفة السياسية؟ لذا يضم الباحثان صوتيهما عددها قليلًا إلــى صوت غريفن المطالب بالتمهيد لهذا المقرر، مثلما ذكرنا في مراجعة الأدبيات السابقة. % في أقسام وكليات العينة 28 يدرس الطالب مقرر نظريات الاتصال والإعلام بنسبة التي شــملتها هذه الدراســة دون أن يملك الإجابة عن هذين الســؤالين: ما الهدف من دراســته؟ وما مخرجاتها؟ ولعل هنا يكمن مبرر الطلبة الذين يشــتكون من عدم جدوى دراســة نظريــات الإعلام والاتصال لاعتقادهم أنهم لا يســتفيدون منها في حياتهم المهنية. يبدو أن إقناع الطلبة بجدوى دراسة النظرية يتطلب جهدًًا قد يتعدى الشرح النظري لهدف دراسة هذا المقرر وتحديد مخرجاته. هذا ما يُُستشف من رد ،) Lauren Vicker ) ولورن فيكر ( Jack Rosenberry يـ ْن، جاك روزنبيري ( � الأكاديمي على الطلبة المشــك ِِّكين في ضرورة إلزامهم بدراسة نظريات الإعلام والاتصال. فقد في قاعات " تحديد الأولويات " من المؤكد أن الصحافي لم يسمع ترديد نظرية " قالا:

Made with FlippingBook Online newsletter