429 |
مقدمة مــا الذي يمكــن أن يُُضيفه كتاب جديد حول موضوع قديــم -كُُتِِب حوله الكثير- لدراســات الرأي العام؟ لعل هذا هو الســؤال/المعضلة الذي يُُواجه أي باحث يُُقر ِِّر الكتابة في موضوع يُُعطي الانطباع بإشــباعه بحثًًا أو يبدو مســتهلكًًا، وذلك مخافة الســقوط في التكرار أو الاجترار أو إعادة إنتاج ما ســبق إليه آخرون دون تقديم أي جديد. منــذ البدايــة يؤكد المؤلِِّفون الثلاثة (فرينولت، نوفو، كوهيــن) أن الكتاب لا يُُعاني تـ ِب في الرأي العام، وفي الدراســات التي ترتبط �ُُ مــن فقــر في المراجع؛ لأن ما ك بهذا الحقل، يبدو غزيرًًا. وتشهد على ذلك غزارة البيبليوغرافيا التي أوردها الكتاب نفســه. وليس ذلك فقط؛ إذ يبدو موضوع الرأي العام كما لو كان يقف في مفترق ا بحثيًًّا مفتوح ًًا على قراءات عابرة طرق تخصصات علمية شــتى؛ مما يجعله مجــالًا للتخصصات ومتنوعة المرجعيات المعرفية والفكرية. لذلك من الصعوبة بمكان إنتاج ، أو ملخص الدراســات السابقة، كما " التنويعات على موضوع الرأي " شــيء يتجاوز ). أكثر من ذلك، ثمة سؤال يصعب تجاهله: ما الجدوى من 1 جاء في الكتاب نفسه( " المساواة " و " الهيمنة " تناول مفهوم ينتمي إلى العائلة الكبيرة للمفاهيم المطاطية، مثل .) 2 ؟ كما يُُشير الكتاب( " الشعبوية " و يـ ِن هــذا المدخل تعقيــدات موضوع الرأي العــام منذ البداية؛ ذلــك أن قِِلََّة من � ي ُُب الذي " الرأي العام " المصطلحات والمفاهيم تتســم بكثير من الغموض، مثل مفهوم يُُعد مصطلحًًا مألوفًًا يُُسْْتََخْْدََم بشكل يومي من قِِبََل الصحفيين والفاعلين السياسيين، بــل ومــن طرف عامة الناس دون أن يكــون مفهومه واضح ًًا بدقة. وبالنظر إلى كثرة استعمال المصطلح فإنه يكاد لا يُُثير أي تساؤل حول مفهومه من المنظور الموضوعي والإجرائي. ويوحي ذلك بالألفة الخادعة التي تمنح إحساس ًًا زائفًًا بالوضوح حتى إذا فُُتِِح باب التدقيق والتمحيص وطرح الأسئلة تََبََيََّن أن المفهوم -على خلاف وضوحه الظاهر- غامض ومعقد، بل وعصي على التعريف العلمي الدقيق.
Made with FlippingBook Online newsletter