العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 440

؛ إذ أخطأت في توقع خســارة المرشــحة الديمقراطية، هيلاري كلينون، لِِيََتََبََيََّن 2016 فيما بعد أن الخطأ وقع في تحديد مفردات العينة؛ إذ كان تمثيل أصحاب الشهادات ). وهنا، يُُطْْرََح إشكال يتعلق بمؤسسات استطلاعات الرأي 21 العالية أكبر مما يجب( نفسها؛ ذلك أن عملها يقوم على طرح سؤال على المبحوثين ودفعهم إلى الجواب فورًًا دون التأكد من إمكانية تقديمهم لهذا الجواب. وهذا يُُعيدنا إلى الانتقادات التي بـ َه إليها عالم الاجتمــاع، بيير بورديو، المتعلقة بافتراض أن كل الأفراد لهم موقف � ن ). كما أن طرح هذا الســؤال يفترض 22 أو رأي، وهو الافتراض الذي يعتبره خاطئًًا( أن الأفراد يطرحون هذا الســؤال على أنفســهم، وهو أمر ليس صحيح ًًا دائمًًا، بل إن ا لدى المُُسْْتََجْْوََبِِين؛ مما السؤال أحيانًًا قد يُُعبِِّر عن انشغال سياسي غير موجود أصلًا يصبح أكثر رجحانًًا كلما كان السؤال معقدًًا. " مصطنع " يعني أن الحصول على جواب ويصل الأمر أحيانًًا إلى طرح أسئلة على الجمهور تحتاج جوابًًا من المتخصصين، بل .) 23 إن المتخصصين أنفسهم قد لا يعرفون كيف يُُفك ِِّرون في الموضوع( ويسترسل الكتاب في طرح بعض الإشكالات التي تُُواج ِِه عمل مؤسسات استطلاعات الرأي، فيتحدث عن الاســتطلاعات أو الأبحاث المُُوََج ََّهََة، ويُُقد ِِّم على سبيل المثال الأسئلة التي لا تُُراعي الفروق الدقيقة بين القضايا التي يطرحها موضوع الاستطلاع، أو تلــك التي تســتعمل تأطيرًًا معينًًا للقضية، أو مصطلحــات خاصة ذات إيحاءات ا على ذلك باســتطلاع للرأي أنجزته ثلاث مجلات ســيميائية مختلفة. ويُُعطي مثالًا ، وطرحت 1986 فرنســية حول قصف القوات الأميركيــة مدينة طرابلس الليبية، عام :) 24 أسئلة مختلفة الصياغة فكانت النتائج مختلفة تمامًًا( ا على العمل العسكري هل تُُوافق أولًا " ) قراءها: L’express ( " ليكسبرس " - ســألت % 6 % لا يوافقون، و 35 % يوافقون، و 59 ، فكانت النتيجة: " الأميركــي ضد القذافي؟ بدون جواب. هل تُُوافق أو لا تُُوافق على " ) بهذه الصياغة: Le point لوبوان ( " - وورد السؤال في % لا 40 % يُُوافقون، و 39 ، فكانت النتيجة: " قصــف ليبيــا من قِِبََل القوات الأميركية؟ % بدون جواب. 21 يُُوافقون، و بشكل شخصي، هل تُُوافق " ) الســؤال بطريقة مختلفة: La vie ( " لافي " - وصاغت أو لا تُُوافــق على قصــف المدينتين الليبيتين، طرابلس وبنغــازي، من قِِبََل الطيران

Made with FlippingBook Online newsletter