443 |
ويُُشــير فــي هذا الســياق إلــى أن التغيير الأكثر أهميــة يتعلََّق بفقــدان الصحافيين والمؤسســات الإعلامية لآليات المراقبة (البوابــة الإعلامية) التي من خلالها تُُحد ِِّد المؤسسات الإعلامية المحتوى الذي يمكن معالجته وتجاهله؛ إذ لم يعد الإعلاميون يملكون الســيطرة المطلقة على منافذ التعبير مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي. ا بحركة السترات الصفراء التي شهدتها فرنسا؛ حيث إن مجموعات ويضرب لذلك مثلًا الحركة التي تأسســت على فيســبوك ضمت أكثر من أربعة ملايين مشارك، وهو رقم يتجاوز إجمالي قراء الصحافة المكتوبة اليومية. كما أن أكثر من عشرة ملايين رسالة وفيديو كان يتم نشــرها يوميًًّا في ذروة الحركة؛ ما يُُشــير إلى أن وســائل التواصل .) 31 ا ًا( الاجتماعي باتت فضاء بديل يتمثََّل في تولِِّي عدد متزايد " تجاوز البوابة الإعلامية " أكثر من ذلك يُُلاحظ الكتاب أن من الجهات الفاعلة -مثل المنظمات غير الحكومية والمؤسســات والأفراد وقنوات التواصــل الرقمــي بما في ذلــك مواقع الويب والقنوات علــى يوتيوب والخدمات ا عن الأساليب الصحفية- مســؤولية النشــاط الإعلامي والاتصالي؛ مما يُُشك ِِّل بديلًا .) 32 التقليدية للصحافة والإعلام( وليــس الصحافيــون وحدهم الذين يُُواجهون تحدي التدفق الرقمي الهائل في علاقة بالــرأي العــام، ثمة الباحثون أيض ًًا. فهناك تدفق هائــل للرأي عبر الإنترنت، وخلافًًا للرأي الذي يتم اســتخراجه عبر الاســتطلاعات التي تقوم على توجيه أسئلة مختارة من قِِبََل الباحثين، فهو يتميز بعفويته وتلقائيته. لذلك يرى الكتاب أن وسائل التواصل ا جيدًًا لـــفهم المشاكل الحقيقية للأشخاص الحقيقيين كما الاجتماعي تُُشك ِِّل مدخلًا في فرنسا السالفة " السترات الصفراء " أثبتت -على سبيل المثال- تجربة احتجاجات الذكر. وسيُُفص ِِّل الكتاب في هذا السياق دور الشبكات الاجتماعية في حشد الحملات، وفي خارج النسق التقليدي لوسائل الإعلام الجماهيرية. لكنه لا " أجندات بديلة " صياغة يبدي تشاؤمًًا كبيرًًا بشأن تأثيرات الإنترنت في علاقتها بالرأي العام، ويدعو إلى عدم " الفضاء العام الرقمي " الاستسلام للذعر من تحرير الكلام على الإنترنت، وفتح هذا لفاعلين جدد هم عمليًًّا ســكان الأرض ممن يملكون إمكانية الولوج إلى الإنترنت والتعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها.
Made with FlippingBook Online newsletter