447 |
للإجابات التي يُُقد ِِّمها المبحوثون في سياق كل موضوع؛ وهو ما يعني وفقًًا لأطروحة وحي " الكتاب أن الرأي العام ينشــأ من مجموعة من الأنشــطة البشــرية وليس من . وهذه الأنشــطة تشــمل مقولات القادة والفلاسفة " إلهي أو ترتيب طبيعي للأشــياء والسياسيين، وأنشطة المجموعات المختلفة التي تتحرك للتعبير عن مطالبها، وأنشطة المهنيين مثل الصحفيين والسياسيين والباحثين وجماعات الضغط أو المؤثرين. وهي أيض ًًا أنشطة العلماء الذين تمك ََّنوا -عبر الإحصاءات وتطوير طرق معالجة البيانات- من التنبُُّؤ بالسلوكيات، مثل التصويت، وفََهْْم التوجهات المتغيرة لملايين الرسائل التي يُُعبِِّر من خلالها أفراد المجتمع. لكن الملاحظ أن الكتاب حرص في بناء أطروحته على إبقائها حبيســة طابع نظري صرف كما لو كانت منفصلة عن واقع يؤكد أن هذه الأنشــطة قد تكون أحيانًًا غير قانونيــة وحتــى غير أخلاقية، أي تقوم في كثير مــن الأحيان على الخداع والتضليل والتأثير النفسي المقصود. لا يتعلــق الأمر في تقديــر الباحث بجهل بالموضوع، لأن المؤلِِّفين متخصصون في الموضوع بحســب الحقول المعرفية التي يشــتغلون فيها، بل إن أحد الك َّتَاب، وهو إريك نوفو، سبق له أن قد ََّم دراسات مهمة حول الصحافة والصحافيين ويُُدرك تمامًًا آليات التوجيه التي يتم من خلالها التأثير في الرأي العام، لكن يبدو أن خيار الكتاب كان البقاء في منطقة الأمان الأكاديمي بحكم قيمته المعرفية الأكاديمية العالية عوض ًًا عن اســتثارة غضب بعض البنيات المعنية بشــكل مباشــر بعمليات التأثير في الرأي إلخ. … العام: سياسيون وإعلاميون وفنانون ربما يجدر هنا أن نســتحضر تجربة ثلاثة كُُتََّاب آخرين ينتمون إلى الســياق الفرنسي كتبوا عن الرأي العام بشكل مباشر، أو غير مباشر من خلال آليات التأثير فيه وتوجيهه، لكــن باعتمــاد نََفََس نقدي عال جعل من كُُتُُبِِهم وثائق لإدانة نظام الإعلام في علاقته بالرأي العام. الكاتب الأول هو عالم الاجتماع الفرنســي، بيير بورديو، الذي درس بشــكل معمق ، وتطرََّق إليه في علاقتــه بمراكز القوة والنفوذ والمال، ومن ثم " الحقــل الإعلامي " ا سوسيولوجيًًّا عميقًًا . وقد ََّم في هذا السياق تحليلًا " الرأي العام " أساليبه في التأثير في ) الذي كان في 37 ( " حول التليفزيون " في كتابات متعددة أبرزها صدرت ضمن كتاب
Made with FlippingBook Online newsletter