| 452
ويتســاءل: هل يمكن القول: إن الرأي العام ليس ســوى وََهْْم؟ وإذا لم يكن كذلك، كيف يُُمكِِن تحديده بدقة أكبر؟ ثم هل يمكن اعتبار ما تََعْْرِِض ُُه وسائل الإعلام يُُمثِِّل ا انشغالات الرأي العام؟ فعل ًا إن المقارنة بين الكتابين تؤكد أننا أمام منهجين متباعدين لمعالجة الموضوع نفســه، يُُعالج الموضوع بأدوات البحث دونما رغبة في الاشــتباك " بــارد " منهــج أكاديمي بتفاعلاتــه ودينامياتــه، كما لو أن الك َّتَاب الثلاثة ينأون بأنفســهم عن الموضوع، ولا يرافــع لصالح موقف معلن " رأي " بـ ِروا عــن رأيهم فيه، وبين كِِتََاب � يريــدون أن يُُع وواضح ويُُسمِِّي فيه الأشياء بأسمائها وفقًًا لقناعات الكاتب نداي. فهل كان للانتماء الجغرافي والثقافي دور في هذا الاختيار؟ ربما! عـ ًا وإن صدرا باللغة الفرنســية فهما يمتحان مــن مرجعيتين مختلفتين � فالك ِِتََابــان م تنتمي إحداهما إلى الفضاء الغربي (الشمال) طالما مََلََك الأدوات التي تُُشك ِِّل الرأي العــام وتصنعه، بينما تنتمي الثانية إلى الجنوب (بمفهومه الثقافي والسياســي وحتى الجغرافي) الذي عاش على امتداد عقود طويلة خاضعًًا لما يصدر عن الشمال ومتأثرًًا به من خلال وسائل الإعلام الكبرى ومعظمها ذات منشأ وانتماء غربي. ب- التأطير النظري: الحاجة لنظريات التأثير ا لموضوع الإنترنت ووســائل التواصل الاجتماعي التي خص ََّص الكتاب جزءًًا كاملًا يـ ًا وأحيانًًا كليًًّا عن الفضاءات العامة � ا جزئ افتراضيًًّا صار بديلًا " فضــاء عامًًّا " وفــرت التقليديــة. ورغم أن الكتــاب قََد ََّم مادة غنية وعميقة ومهمة لا يمكن الانتقاص منها بل وقََدََّم إجابات عميقة تؤكد، وإِِن كان الأمر لا يحتاج لتأكيد، علو كعب الباحثين س ـ ًا في في � الثلاثة في مجال تخصصهم، لكن بقيت بعض الأســئلة معلقة، ترتبط أسا تقديــر الباحث بما إذا كانت هذه الأدوات الجديدة التي وفرتها التكنولوجيا الحديثة من التحر ُُّر من هيمنة " الــرأي العام " ا ًا ووســائل التواصــل الاجتماعي قد مكنت فعل القوى المســيطرة على توجيه النقاش في الفضاء العام، اعتبارًًا لكون هذه الوســائل التي تفرضها وســائل الإعلام الكبرى، أو " وضع الأجندة " يُُمكنها أن تتجاوز نظرية نظرية حارس البوابة، أو دوامة الصمت على سبيل المثال.
Made with FlippingBook Online newsletter