| 48
خلاصات تُُبيِِّن الدراســة الكيفية للتواصل الإنســاني -منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا- مدى التشابه في المواقف والأفعال عندما يتعلق الأمر بالهيمنة وفرض الرأي على حساب ا عن استخدام الآراء الأخرى، واستخدام الخطاب سلاح ًًا يُُش ْْهََر في وجه الآخر، فضلًا ا لا يرحم لمصالح القوى الدولية والشركات التكنولوجيا المتوافرة استخدامًًا واستغلالًا الكبرى. هكذا تبدو النتيجة عندما ننظر الآن في حال المحتوى الفلسطيني، بموازاة مع ا وجوديًًّا من أجل إسماع الصوت الفلسطيني، الفلسطيني في غزة وهو يناضل نضالًا والسماح لسردياته أن تصل إلى مدارك العالمين عسى أن تخاطب ضمائرهم وتُُشك ِِّل آراءهم. لقد تناولت الدراسة السياسات التي تتبعها شبكات التواصل الاجتماعي في مواجهة المحتوى الرقمي الفلســطيني حتى تحول بينه وتشــكيل الــرأي العام العالمي تجاه الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في الحرب على غزة، وفي الوقت ذاته تُُمهِِّد الطريق للمحتوى المضاد فيخلو له وجه المستخدم، ولا يتلقى إلا السرديات المضادة لفلسطين والفلسطينيين، وكأن المحتوى الفلسطيني أصبح في عداد العدم. وتخلص الدراسة من خلال ذلك إلى مجموعة من النتائج: - تُُقد ِِّم شبكات التواصل الاجتماعي نموذج ًًا صريح ًًا لكيفية تغليف الهيمنة وتقديمها في رداء الموضوعية وحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان وحماية الفضاء العام من مخاطر التطرف والإرهاب وخطاب الكراهية. - تقوم صناعة الرأي العام العالمي عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الكم وليس الكيــف؛ إذ لا تتََّبع هذه المنصات نظرية انتقال المعلومات عبر خطوتين التي قد ََّمها ،) 48 ( 1944 )، وزملاؤه عام Paul Lazarsfeld عالــم الاجتمــاع، بول لازارســفيلد ( وتُُشــير إلى أن تشــكيل الرأي العام يتم عبر الرسائل التواصلية التي تُُلقيها النخبة (لا %)، وهو الأمر الذي 95 % من الجمهور) لتؤثر في غالبية الجمهور ( 5 تتجاوز نسبتها كان يحدث عبر وسائل الإعلام التقليدية التي تسمح لسرديات مخصوصة بالانتشار؛ إذ يتلقََّفها المتلقي حتى وإِِن كانت ســرديات كاذبة فيتشــك ََّل الرأي العام بطريقة كرة الثلج المتدحرجة.
Made with FlippingBook Online newsletter