| 68
الإطار النظري الدعاية السياسية: خلفية معرفية وتاريخية
، إلى بداية العقد الثالث من القرن " أوكسفورد " يرجع أصل كلمة دعاية، وفقًًا لقاموس Congregatio de ) عندما ظهرت لأول مرة في اللاتينية ( 1623 - 1621 السابع عشر ( . كانت هذه مهمة، بتكليف من " التجمع لنشــر الإيمان " )، وتعني propaganda fide البابا غريغوريوس الخامس عشــر، لنشــر عقيدة الكنيســة الرومانية الكاثوليكية لغير المؤمنين بها. وفي ذلك الوقت، أخذت الدعاية مفهومها من النشاط الديني للكنيسة؛ ) بمعنى 20 ( " ا منظمًًا أو مخططًًا أو حركة لنشر عقيدة أو ممارسة معينة عمل ًا " إذ تُُعد أن الدعاية في الأصل شــكل من أشــكال التلقين الديني. لكن بحلول أوائل القرن العشــرين، ومع بدايات الحرب العالمية الأولى، أخذت كلمة الدعاية معنى سياســيًًّا ا مــن التلقين الديني؛ مما يعكس التحول في القوة المجتمعية من الكنيســة إلى بــدل ًا .) 21 الدولة( النشر المنهجي " في تتبُُّعه لتطور الكلمة تعريفًًا آخر، وهو " أكسفورد " ويضيف قاموس للمعلومــات بطريقة منحــازة أو مُُض ََلِِّلََة من أجل الترويج لقضية سياســية أو وجهة ). وهنا، يظهر البعد أو الطابع السياسي للدعاية في محاولتها إقناع جمهور 22 ( " نظر ، فإن الدعاية " الاتصال السياسي " عام بالتوافق مع وجهة نظر معينة. ووفقًًا لموسوعة تقنية تواصل تســعى إلى التلاعب بآراء الجمهور المســتهدف، وتحويل مواقفه إلى ). وتُُشير أيض ًًا إلى شكل من أشكال الإقناع 23 أخرى محددة تجاه موضوع متداول( تعتمد على حملة إعلامية جماهيرية تهدف إلى تثبيط العزيمة وتحييد التفكير العقلاني .) 24 وطمس الأدلة أو إخفائها( تاريخيًًّا، اس ْْتُُخ ْْدِِمََت الدعاية أداة للسيطرة والامتثال من قِِبََل القوى الاجتماعية المهيمنة Jacques أيض ًًا. وهو ما يُُســم ِِّيه عالم الاجتماع والفيلســوف الفرنســي، جاك إلول ( ، ويرى أن جميع النظم الاجتماعية الحديثة تســتخدمها " دعايــة الاندمــاج " ،) Ellul ). وهي دعاية لا تنشرها 25 لتشــجيع المواطنين على الامتثال للنظام الســائد ودعمه( مجموعــات المخربيــن أو البرامج الإذاعية التي تبثُُّها القوى الأجنبية، وإنما تُُص ْْدِِرُُها قنوات الاتصال الرئيســية، مثل: الصحف والتليفزيون والأفلام والكتب المدرســية والخطب السياسية وغيرها، التي يُُنتجها بعض ممن هم أكثر نفوذًًا وحضورًًا ومكانة
Made with FlippingBook Online newsletter