العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 70

الأفراد ســيكونون أهدافًًا ســهلة للدعاية السياسية، ومن خلال الرموز الدعائية القوية يمكن اســتثارة حوافزهم الداخلية بســهولة، والتلاعب بآرائهــم ومواقفهم والتحك ُُّم .) 34 فيهما( إن قــوة الدعاية -في نظر لاســويل- لــم تكن في الحقيقة نتيجة لجوهر الرســائل الاتصالية أو جاذبيتها، بل كانت نتيجة لحالة ذهنية ضعيفة لدى الجمهور، وأن الكساد الاقتصادي والصراع السياسي المتصاعد أدى إلى انتشار الذ ُُّهََان على نطاق واسع؛ مما جعل معظم الناس عرضة لأشكال بدائية من الدعاية. وعندما يُُواجه الناس العاديون تهديدات يومية قوية لحياتهم الشــخصية، فإنهم يلجؤون إلى الدعاية للحصول على ). وخلص لاســويل إلى أن الصراع عندما يتصاعد إلى المســتوى الذي 35 الطمأنينة( حــدث في ألمانيا أثناء الكســاد فقد تُُصبح أمة بأكملها غير متوازنة نفســيًًّا وعرضة .) 36 للتلاعب( وتُُجس ِِّد نظرية الدعاية التي وضعها لاسويل، والتي تُُعرََف بنظرية الرصاصة السحرية المفهوم الأصلي لقوة تأثير الدعاية، وتفترض أن المحفزات القوية تُُثير اســتجابات ). ومما 37 فورية وموحدة في الجمهور المتلقي، تتوافق مع نوايا المرســل وغاياته( ســاعد على ظهور النظرية وتعزيز فكرتها انتشــار الدعاية بشــكل كبير أثناء الحرب العالميــة الأولــى، والنتائج الإيجابيــة التي كانت تُُحققها لممارســيها، وهو ما دفع )، في إشارة 38 لاســويل إلى وصفها بالمطرقة الجديدة وسندان الترابط الاجتماعي( إلى الدور الحيوي الذي قامت به الدعاية السياســية خلال الحرب في توحيد الآثار المترتبة على المستويين الفردي والجماعي، وقوة تأثيرها في عقول الجماهير. ليبمان شارك لاسويل تََش ََك ُُّكه في قدرة الناس العاديين على فهم عالمهم الاجتماعي، ، الذي " الرأي العام " واتخاذ قرارات عقلانية بشأن أفعالهم. وتحدث في مقدمة كتابه: ، عن العالم الخارجي والصور التي تتشك ََّل عنه في عقول الجماهير، 1922 صدر عام يصنعها " ومــا تنطــوي عليه تلك الصور الذهنية في كثير من الأحيان من بيئات زائفة ). وتُُســهِِم الصحافة في تقديم صور 39 ( " بنفســه عن العالم، أو يصنعها له آخرون نمطية بسيطة تُُعزِِّز المفاهيم الموجودة مسبقًًا، كما تُُساعد في تكوين اتجاهات الرأي العام، من خلال جهود الدعاية السياســية التي تدفع الناس للاستجابة لتغيير الصور، ). ويبدو أن فكرة سيطرة الدعاية على عقول 40 ولاستبدال نمط اجتماعي بآخر أيض ًًا(

Made with FlippingBook Online newsletter