97 |
خاتمة في سياق الحرب التي تشنُُّها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين ، ألقــت أجهزة الدعاية الإســرائيلية بثقلها في معركة معلوماتية وصراع 2023 الأول ســردي غير متكافئ ضد المقاومة الفلســطينية في قطاع غزة، سعيًًا لترويج روايتها، وتقديم نفسها في موقف الضحية لشرعنة جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشــعب الفلسطيني المحاصر في القطاع منذ سنوات. وقد اعتمدت إسرائيل سياسة ممنهجة في قتل المدنيين، وقصف المساكن وتدمير المنشآت والبنية التحتية، والقضاء على مصادر الحياة، وتهجير السكان وتشريدهم وحصارهم وتجويعهم في سبيل كسر إرادة المقاومة واختراق الصلابة النفسية لسكان القطاع وتحطيم معنوياتهم، والسعي إلى انتزاع المقاومة الفلسطينية من حاضنتها الشعبية، وبث الرعب والخوف والذعر، وإحداث الفوضى في القطاع. ولذلك تصد ََّرت أصوات اليمين المتطرف مصادر الدعاية الإسرائيلية بالدعوة إلى إبادة غزة، والقضاء على حماس وربطها بالإرهاب. وساندتها في ذلك وحدة الناطق باسم الجيش الإســرائيلي واللجان الإلكترونية التابعة للخارجية والاستخبارات الإسرائيلية . ولئن تمكنت في بدايات الحرب من " هاسبارا " وجهاز الدعاية الإسرائيلي المعروف تضليل الرأي العام الدولي وكسب تضامنه، خصوص ًًا مع تبنِِّي وسائل إعلام أميركية ا أمام إعلام المقاومة الفلسطينية كبرى للرواية الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يصمد طويلًا الذي كشــف زيفها بتعرية ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوثيق الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها في غزة بالصور والفيديوهات، وهو ما أحدث تغييرًًا مهم ًًّا في اتجاهات الرأي العام الدولي نحو الحرب في غزة، وسمح ببروز رواية جديدة مغايرة. يُُبدي أفراد عينة الدراســة قلقًًا شــديدًًا مما قد يترتب على الدعاية والحرب النفسية الإســرائيلية من تبعات وتأثيرات في الرأي العام الفلســطيني، والتي تشــمل تشويه صورة المقاومة سياســيًًّا، وتدهور الأوضاع الاقتصادية وتدني مستوى الأمن الغذائي في القطاع، والتشكيك بمشروعية المقاومة، وتهديد وحدة المجتمع والسكينة العامة فــي المجتمع. وفي المقابــل، يبدي المبحوثون ثقة في كفاءة مؤسســات المقاومة الإعلامية على مواجهة الدعاية الإســرائيلية. ويفضل الرأي العام الفلسطيني مواجهة ذلك باعتماد المقاومة الفلســطينية مزيج ًًا من الإســتراتيجيات الاتصالية الفعالة التي
Made with FlippingBook Online newsletter