2020 عام الأزمات

القــوات المغربية لفتــح معبر الكركرات الحدودي مــع موريتانيا بعد إغلاقه من قبل عناصر من جبهة البوليساريو. ورغم أن الأزمة لم تتطور إلى نزاع مسلح بين الطرفين، إلا أن تداعياتها تجلت في تصعيد التوتر في العلاقات الجزائرية-المغربية. من جانبها، تدخلت الولايات المتحدة لتوجيه الأحداث من خلال اعترافها رسميّا بسيادة المغرب علــى الصحراء وفتح قنصلية لها في مدينــة الداخلة الصحراوية. هذا الموقف، الذي قابله المغرب بخطوات تطبيعية مع إســرائيل، يُعدّ تحوً مهمّا في هذه الأزمة ودعمًا واضحًــا للرؤية المغربية التي تقترح حكمًــا ذاتيّا لإقليم الصحراء. يتعزز هذا الاتجاه في النزاع حول الصحراء بتزايد عدد الدول التي فتحت هذا العام قنصليات في مدينة العيون بينها الإمارات والأردن والبحرين. أزمة إقليمية أخرى اندلعت جنوب القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا التي تحتل، منذ نحن ثلاثة عقود، إقليم ناغورنو قره باغ ومناطق مجاورة له. تفجّرت الأزمة في أواخر بعد مناوشات على الحدود بين البلدين سرعان ما تحولت إلى 2020 ســبتمبر/أيلول حرب بين الدولتين تمكنت خلالها أذربيجان من اســترجاع المناطق المحيطة بالإقليم وبدء مفاوضات برعاية روســية لاســترجاع بقية الأراضــي المحتلة. وقد لعبت قوى إقليميــة مجاورة للدولتين، أبرزها تركيا وروســيا وإيران، أدوارًا متفاوتة للدفع باتجاه هذه التســوية، سواء على الصعيد العسكري أو من خلال التوسط للوصول إلى وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات. المزيد منها 2020 على صعيد الأزمات الداخلية في العالم العربي، شــهد العام حتى لتكاد المنطقة تتحول إلى ســاحة خاصة بالأزمات. فالأزمة الســورية شــهدت هذا العام نوعًا من الجمود على المســتويين السياســي والعســكري، سواء فيما يتعلق بالأطراف السورية أم بالجهات الخارجية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ما يمكن الوقوف عنده في هذه الأزمة هو إعادة تشــكّل وتموضع على جبهتي الصراع، النظام وقوى المعارضة، بمختلف منصاتها اســتعدادًا لما يمكن أن يطرح من مبادرات على طاولة المفاوضات بشــأن الســ ل الأربع المتمثلة في طبيعة نظام النظام، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب. عامها الســادس لا تزال تراوح مكانها مع 2020 الأزمة اليمنية التي دخلت في احتفاظ مختلف الأطراف بمواقفها السياسية ومواقعها الميدانية، باستثناء تغيرات جزئية لم تؤثر في الوضع العام للأزمة أو في بنيتها الكُلّية. فالحوثيون مازالوا يُحْكِمُون قبضتهم

8

Made with FlippingBook Online newsletter