وكل القوى المعنية بالشأن اللبناني بأن ما سينتهي إليه اتفاق الطائف من تعديل لبعضه أو تبديل له بمجمله ســيقرّر الجمهورية الجديدة التي ســيكون عليها لبنان. وإن كانت المذهبية بين الســنّة والشــيعة تتصدر حاليّا الخلاف في الشأن اللبناني بسبب الاشتباك الإيراني مع قوى عربية وإقليمية ودولية في المنطقة، فإن لبنان على موعد مع خلاف طائفي بين المســيحيين بجميع مذاهبهم من جهة، والمســلمين (بحسب الطائف، هم: سُنّة وشيعة ودروز وعلويون) من جهة أخرى، في حال استطاعوا الوصول إلى طاولة المفاوضات مجددًا؛ حيث ســيتجدد النزاع على الســلطة والثروة بينهما، ما إذا كانت ستكون مناصفة أو غير ذلك. ختامًا، إن أســوأ ما ينتظره لبنان إذا لم يســلك الإقليم مسار التهدئة، العجز عن الخروج من أزمته المالية، أو أن يتعرض لاعتداء إســرائيلي واسع. وفي حال عجزت الأطــراف اللبنانية عن إيجاد خارطة طريــق للتفاهم حول صيغة جديدة لتطبيق اتفاق الطائف أو ما يشبهه، فإنه معرّض لتجدد الفوضى الأمنية وسيبقى مفتوحًا على الأزمات وعلى رأســها المالية منها. أما أفضل ما ينتظره فهو أن ينتزع مســاحة من التهدئة رغم التصعيد في الإقليم، أو أن يستفيد من أي توافق إقليمي لإعادة ترميم اقتصاده ولُحمته الوطنية، وتنظيم علاقاته مع جواره العربي ومع المجتمع الدولي.
101
Made with FlippingBook Online newsletter