2020 عام الأزمات

، ومــا زالــت ارتداداتها ومظاهرها مســتمرة حتى اليوم، لتكــون من بين أهم 2019 . 2003 ، وربما منذ العام 2020 المتغيرات المؤثرة في العام عناصر الأزمة وأشكالها ، وهو يعيش ســياقًا سياســيّا وأمنيّا مضطربًا، فمن جهة 2020 دخل العراق العام تحت ضغط 2019 كانــت حكومة عادل عبد المهدي قد اســتقالت قبل نهايــة العام الاحتجاجات الشعبية، وكانت القوى السياسية في مرحلة تقاذف المسؤولية عن تدهور الأوضاع في البلاد، وغير قادرة على إيجاد بديل مقبول لرئاسة الحكومة. في سلسلة 2019 وســط هذا الظرف، كان توتر شــديد قد اندلع مع نهاية العام هجمات متبادلة بين فصائل الحشــد الشــعبي (الولائية) القريبة من إيران وبين القوات الأميركية، انتهت بمهاجمة الآلاف مقر السفارة الأميركية في بغداد في آخر أيام ذلك العام، وحرق بعض مرافقها الخارجية، وهو ما اعتبرته واشنطن تجاوزًا للخطوط الحمر. كانت كل الأســباب مهيأة لتصعيد أمني واســع، 2020 وهكذا، فحينما بدأ العام وهو ما حدث حينما تســبب قصف قامت به طائرة أميركية مســيّرة، فجر الثالث من يناير/كانــون الثانــي، بمقتل قائد فيلق القدس في الحــرس الثوري الإيراني، الجنرال قاســم سليماني، ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبومهدي المهندس، لدى خروجهما من مطار بغداد الذي كان القائد الإيراني وصله قبل قليل. تســبب الحادث بتوتر شــديد لم يتوقف أبدًا؛ حيث واصلت (الفصائل الولائية) قصف محيط السفارة الأميركية في بغداد، وكذلك قواعد كانت تضم جنودًا أميركيين، وهو ما تلاه قيام واشــنطن بســحب قواتها من معظم القواعد، واقتصار تمركزهم على قاعدة (عين الأسد) غربي العراق، وفي قاعدة حرير بأربيل في كردستان العراق، قبل جندي فقط. 2500 أن تقوم لاحقًا بسحب نحو نصفهم من العراق، ليتبقى لها نحو تجســد المشهد آنذاك بصراع سياسي؛ شَــلَل حكومة عبد المهدي (المستقيلة)، وحالة هياج سياســي وفصائلي (شــيعي) من حادث اغتيال سليماني والمهندس، إلى جانب اســتمرار الاحتجاجات الشــعبية المعارضة للطبقة السياسية، ولإيران وأنصارها في العراق. خلق هذا الوضع مناخًا تنعدم فيه أي كوابح أمام الفصائل المسلحة لتعبّر عن غضبها على الولايات المتحدة وعلى منتقدي القوى السياسية والفصائل الشيعية، معتبرة أنهم (عملاء للسفارات).

104

Made with FlippingBook Online newsletter