2020 عام الأزمات

إلى أين تتجه الأزمة السودانية؟ يأخذ الحراك الشــبابي الســوداني الذي أطاح بنظام البشير ووقف كثيرًا في وجه نفوذ المجلس العسكري الانتقالي مكانة كبيرة في الإعلام وفي الرأي العام السوداني تنويهًا بجســارة الشــباب وتثمينًا لتضحياتهم، لكن هواجس مصير الربيع العربي تخيم علــى تفكير الســودانيين. فالجميع يخاف من الاختطاف الخارجي للثورة الســودانية وتجييرهــا لمصلحة القوى الإقليمية المنادية بالثورة المضادة للربيع العربي؛ خصوصًا أن الاقتصاد السوداني بات هشّا والأوضاع المعيشية ظلت قاسية، وهي ظروف قد تدفع بالمجلس العســكري الانتقالي، وهو أبرز اللاعبين الداخليين، إلى مزيد من الارتماء في أحضان القوى المضادة للثورة، وعلى رأســها الإمارات والســعودية ومصر، التي ما فتئت تعلن عن تأييدها للمجلس العســكري الانتقالي الذي أطاح بالبشير، وبالتالي تحاول احتواء الثورة. ومعلوم أن الســودان بحاجة ماسّــة إلى المساعدات الإماراتية-السعودية لكونها قد تخفف من ضغط العوز الاقتصادي، إلا أن هذه المســاعدات قد تكون مشــروطة وربما كان ثمنها قطعَ الطريق أمام غايات الثورة الســودانية وهدفها الرئيســي المتمثل في ترسيخ التعددية الديمقراطية والانفتاح على جميع القوى السياسية المختلفة وجعل صندوق الاقتراع الأداة الوحيدة للوصول إلى الســلطة. وهناك ثوابت أساسية ستكون أبرز المحدّدات المتحكمة في مستقبل الثورة السودانية، وهي: أولً: موقع قوات الدعم السريع لا يمكن الحديث عن آفاق ما يحدث في الســودان دون معرفة حدود ومستقبل تموقع قوات الدعم السريع في المشهد الأمني والعسكري والسوداني؛ حيث تتحدث تقارير عن حالة انزعاج يشعر بها قادة الجيش السوداني تجاه النفوذ البالغ لقوات الدعم الســريع. إن العلاقة بين الجيش الوطني وبين هذه القوة بلغت حدًا من الاحتدام قد يفضي إلى مواجهة ينفرط بها عقد الأمن، وتدخل بها البلاد في أتون فوضى شاملة. ولا شك في أن تمدد نفوذ وأهمية قوات الدعم السريع واستحواذها على منافع اقتصادية من أبرزها قطاع الذهب، وسعيها للسيطرة على مجالات أمنية من شأنه تحويل ميزان القوة لصالح هذه القوة العسكرية الضاربة على حساب الجيش. ويغذّي هذه المواجهة اعتقاد قادة قوات الدعم الســريع بأن الحركة الاســ مية كانت قد اســتحوذت على

115

Made with FlippingBook Online newsletter