المجلس العسكري الانتقالي وحكومة عبد الله حمدوك هذا الوضع الذي يخيم عليه شــبح الحروب الداخلية. ويبقى احترام الخصوصيات الإثنية والعرقية وبالتالي احترام التعدد الهوياتي السوداني وتجنب مصادمتها، وتعزيز السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني والحفاظ على وحدة الأراضي الســودانية، أحد العراقيل الأساسية التي تواجه النظام السوداني الراهن برأسيه المجلس العسكري وحكومة عبد الله حمدوك. رابعًا: الوضع القتصادي المتردي كانت ندرة السلع الاستهلاكية الضرورية السبب الرئيسي في إشعال ثورة ديسمبر/ ، وتتمتع هذه السلع بدعم حكومي كبير يصعب معه استمرار القدرة 2018 كانون الأول على الوفاء بتوفيرها في ظل تراجع قيمة الجنيه الســوداني، وبدون هذه الســلع ترتفع مطالب الشارع السوداني. وتبقى مواجهة هذا الواقع المعيشي الضاغط تحديًا جسيمًا؛ حيث ســيؤدي أبســط تقصير في توفير ما تتطلبه الحياة اليومية من الســلع الضرورية وعودة الحراك إلى الشــارع وتجدد الإضرابات النقابية، خصوصًا " ثورة الجياع " إلى . " إذا كانــت التقاريــر تتحدث عن خزينة يُعتقد أنها عاجزة عن تحقيق هذه المطالب " وســيبقى اللجوء إلى العون المالي والاقتراض من الدول الحليفة مربوطًا في الغالب باشتراطات سياسية وبإعطاء تلك الدول المانحة نفوذًا سيحدّ من استقلال الدولة الذي نصّت الوثيقة الدستورية على ضرورة صيانته. خاتمة بات إنجاز مهام وخيارات الفترة الانتقالية في السودان محفوفًا بكثير من المخاطر والتوازنات الداخلية والخارجية، ولعل اســتقرار مؤسســة الجيش وعدم دخولها في تجاذبــات مع قوات الدعم الســريع أمر في غاية الأهميــة لضمان الابتعاد عن صراع مشــروعات متناقضة داخل القوات المسلحة. فأي صراع داخل الجيش السوداني، أيّا كانت طبيعته، من شــأنه إدخال البلاد في حالة من الاضطراب والزعزعة الأمنية التي قد تهدّد الكيان الوطني. وتبقى إعادة هيكلة الجيش الســوداني منوطة بتأســيس علاقة جديدة بينه وبين قوات الدعم السريع، أو حتى قوات الحركات المسلحة التابعة للجبهة الثورية وهو ما يقتضي حذرًا وحكمة. كما أن انسجام المجلس العسكري مع الحكومة المدنية الانتقالية ليس مضمونًا، فهذان اللاعبان شــريكان في الظاهر ومتنافســان في
117
Made with FlippingBook Online newsletter