2020 عام الأزمات

فللمرة الأولى في تاريخها المعاصر، تفشل الدولة العراقية في الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه موظفي القطاع العام وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. حصل ذلك في ظل اجتماع جائحة كورونا مع انهيار أسعار النفط وغياب الاستقرار الحكومي لتُشكّل هذه العوامل سببًا مباشرًا في وصول التردي الاقتصادي إلى مستويات خطيرة. بعد، بل إن الأزمة 2019 فــي الســودان لم تســتقر المعادلة التي أفرزتها ثــورة المتفاقمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي تهدد بتعطيل المسار الانتقالي والعودة إلى الأوضاع التي تســببت في تفجير الحراك. فحاجة الاقتصاد الســوداني الماسة إلى الدعم فتح الباب أم التدخلات الخارجية وفرض أجندات سياسية جعلت شباب الحراك يخشى على مصير ثورته وعلى الزج بها في محاور إقليمية لا تخدم بالضرورة مصلحة السودان. في هذه المناخات، تُطرح على حكومة حمدوك وبرنامجها الانتقالي مجموعة مــن الملفات أبرزها تحقيق التوافق والمصالحة الوطنية، وتخفيف العبء الاقتصادي، وتحقيق الاســتقرار الأمني، إضافة إلى ملف التطبيع مع إســرائيل. فعدم حســم هذه الملفات يعني استمرار حالة عدم الاستقرار وربما عودة البلاد إلى مربّع المواجهات، وبالتالي استمرار الأزمة بتداعياتها الخطيرة. فــي الأخيــر، نقدم إليكم هــذا التقرير، مع جزيل الشــكر لإدارة مركز الجزيرة للدراسات ومختلف وحداتها على مساعدتها في إصدار هذا العمل. والشكر موصول لكل الباحثين الذين تعاونوا مع المركز، من مختلف أنحاء العالم، وأسهموا بأعمالهم البحثية في تحليل هذه الأزمات وتفكيك عناصرها واستشراف مآلاتها. بهذه الأعمال جميعها، نأمل أننا قد أنرنا القُرّاء والمتابعين، وقدّمنا محتوى عميقًا ومتوازنًا لأحداث . 2020 هذا العالم في العام 2020 ديسمبر/ كانون الأول

10

Made with FlippingBook Online newsletter