2020 عام الأزمات

عليه، لأنه مخالف للمبادرة العربية وللقرارات الدولية، ويبعث هذا المســار كثيرًا من الشــكوك لدى الفلسطينيين حول مدى أو كيفية التزام هذه الدول بالقضية الفلسطينية، فضً عن الاستمرار في احتضانهم وفق ما اعتادوه منها سابقًا على الأقل. زادت إسرائيل خلال العقدين الماضيين من وتيرة ضمها لأجزاء واسعة إسرائيل: من أراضي الضفة الغربية وتوسيع مستوطناتها، وذلك بالتوازي مع هيمنة متزايدة لمعسكر اليمين الإسرائيلي؛ إذ لا فروق كبيرة بين الليكود وحزب أزرق أبيض بخصوص جوهر ) على 2010 (تأسس عام " حركة السيادة " عملية السلام. فضً عن تعاظم تأثير لوبي الديناميات السياســية الإســرائيلية الداخلية، وهو يهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية ، لاسيما " اليسار " على كامل الضفة الغربية. وبالمقابل، انحسر وبشكل واضح معسكر أن شريحة واسعة من الإسرائيليين باتت على قناعة بعدم جدوى الإطار الحالي لتحقيق حل سياسي قائم على مبدأ حل الدولتين. وتهدف عموم القوى الإسرائيلية اليمينية إلى فرض السيادة الإسرائيلية بأشكال عدة على كل الأراضي الفلسطينية التاريخية، مباشرة أو غير مباشرة، عسكرية أو سياسية، وبما يتناقض مع حل الدولتين ولا يسمح بعودة اللاجئين، لا بل قد يعزز من سياســة التهجير. وجاءت صفقة القرن لتفســح المجال أمام إسرائيل لتغير من قواعد التفاوض مع الفلسطينيين وحتى مع العرب، وأن تجعل حربها ضد حماس كأنها جزء من حربها على إيران وليست ضد قوة تحرر فلسطينية، مع العمل على تهميش الســلطة الفلســطينية بوصفها غير واقعية ولا تريد إتاحة فرصة بين إسرائيل وبعض الدول العربية ودول " تعاون " أو " تحالف " للسلام بما يسمح بإقامة المنطقة لمواجهة تمدد إيران ومحورها. كانت صفقة القــرن العنوان الرئيس لحقبة الرئيس الأميركي، الراعــي الأميركي: " راعيًا " دونالد ترامب، وهي تتناقض بشــكل كبير مع الدور التقليدي لأميركا بوصفها لعملية السلام. ورغم انحسار هذه الحقبة فليس من المتوقع أن تنحسر كل آثارها ولو تغيرت المقاربة الأميركية مع الرئيس بايدن، خاصة تلك المتعلقة بمكاســب الجانب الإســرائيلي، مثل قرار نقل الســفارة أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أن مســار التطبيع غاية للحزبين ولمؤسســات الدولة عمومًا في أميركا. ولكن يسهل على لعملية الســ م بتأهيل الطرف الفلسطيني " راعيًا " الإدارة الجديدة إعادة تقديم نفســها المتمثل بالسلطة الفلسطينية عبر اتخاذ عدد من الخطوات، مثل إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشــنطن، وإعادة تمويل الأونروا وإيقاف الضغوط القصوى على الدول

27

Made with FlippingBook Online newsletter