2020 عام الأزمات

الأزمة الخليجية نحو تسوية متدرجة

سياق الأزمة ، قررت ثلاث دول خليجية، الســعودية 2017 فــي الخامس من يونيو/حزيران والإمارات والبحرين، مع مصر، قطع العلاقات الدبلوماســية مع قطر، وغلق مجالهم الجــوي والبــري معها. ووجهوا لهــا اتهامات دعم تنظيمات إرهابيــة، والتدخل في طلبًا لعودة المياه 13 شــؤونهم الداخلية، وزعزعة استقرار المنطقة، واشترطوا تنفيذها إلى مجاريها، من بينها إغلاق قناة الجزيرة والابتعاد عن إيران وتركيا. علــى الســطح، لم تكن هناك مؤشــرات على وقوع هذه الأزمــة. اجتمع القادة الخليجيون وجمع من قادة العالم الإســ مي قبل نحو شــهر في الرياض (مايو/أيار )، في اللقاء الذي جمعهم بالرئيس الأميركي الجديد آنذاك، دونالد ترامب، ولم 2017 تَلُح أية بوادر عن أزمة وشــيكة. تبيّن فيما بعد أن القيادتين، الســعودية والإماراتية، لم يقبلا انتهاج قطر سياســة خارجية مستقلة في عدة ملفات، دعم الربيع العربي، وتنويع الشركاء الدوليين، وتزايد ثروتها ونفوذها في سوق الطاقة الدولية، وأنهما كانا ينتظران الفرصــة المواتية لفرض إرادتهما على الدوحــة. واتتهم الفرصة لما وافق ترامب في البدايــة على مخططهما، فشــرعا في تنفيذه، بقرصنة وكالــة الأنباء القطرية لبثّ كلمة مزورة لأمير قطر، يتحججان بها في تبرير إجراءاتهم العدائية، ثم شــرعوا في تحديد مهل نهائية لقبول الدوحة باشــتراطاتهم سيصعّدون بعدها إجراءاتهم لتكون أشد. وقد تبيّن فيما بعد على لسان أمير دولة الكويت الراحل، صباح الأحمد، أن الخطة كانت نائب رئيس مجلس العطية، بن محمد خالد تتضمن اجتياحًا عسكريّا لقطر. وأكد الأمر الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع في عدة مناسبات. نــدّدت قطر بالحصار المفروض، ورفضت الاتهامات، وأكدت أن غاية الحصار الحقيقية الوصاية عليها، واســتلاب قرارها الســيادي. اتخذت بعدها إجراءات سريعة

31

Made with FlippingBook Online newsletter