2020 عام الأزمات

بذلــك إذا لم تتعــاون جميع الدول الخليجية. علاوة على أن بايدن ســيحرص على تسوية الأزمة الخليجية حتى يحرم إيران من بعض المكاسب التي حققتها بفضلها مثل مداخيل اســتعمال قطر لمجالها الجوي. ومن منظور استراتيجي أوسع، سيدفع بايدن دول الخليج إلى التكاتف لتكوين كتلة توازن إيران حتى تملأ بعض الفراغ الذي يتركه انكفاء الولايات المتحدة عن المنطقة للتركيز على منطقة الهادي. هذا الضغط الأميركي سيوسّع تصدعات موجودة أصً في علاقات دول الحصار. تضاربت المواقف السعودية مع الإماراتية في عدة مجالات: تدعم الإمارات في اليمن المجلــس الانتقالي الذي يقاتل قوات الرئيس، عبــد ربه منصور هادي، الذي تدعمه الســعودية، وأعلنت الإمارات عن انسحابها من الحرب باليمن قبل أن تقرر السعودية إنهاءها، وشــرعت الإمارات في التقرب من إيران مع أن الســعودية لا تزال تتعرض لقصف حليفها، الحوثي. في المقابل، شرعت السعودية في إرسال إشارات تقارب مع تركيا التي تعتبرها الإمارات حاليّا خصمها الإقليمي الرئيسي. ووقع خلاف علني بين البلدين في الأوبك نقلته وكالات الأنباء، فلقد رفضت الإمارات التوجيهات السعودية بخصوص توزيع حصص خفض إنتاج البترول. تنحو دول الخليج إلى تفضيل الخيار الدبلوماسي مع إيران، لأن الدول الثلاثة: السعودية والإمارات والبحرين، التي راهنت على خيار التصعيد نحو المواجهة المسلحة اكتشــفت أنه عالي التكلفة ودون جدوى. تعرضت موانئ الإمارات لهجمات، قالت الولايات المتحدة: إن إيران مســؤولة عنها، لكنها امتنعت عن شــنّ ردّ مماثل على إيران. وتعرضت منشــأة أبقيق البترولية الســعودية لهجوم صاروخي، قالت الولايات المتحــدة الأميركية: إن إيران مســؤولة عنه، لكن ترامب رفض القيام بردّ عســكري، لأن الأراضــي التي تعرضت للهجوم ليســت أميركية. خلصت القيادتان، الســعودية والإماراتية، إلى أن الولايات المتحدة لن تقاتل إيران في مكانهما، وأن خيار التصعيد عالي التكلفة، فاختارتا التهدئة. فأرسلت المملكة رسائل تهدئة إلى إيران نقلها رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، ورئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي. وأرسلت ، وأجرى وزيرا 19 الإمارات مساعدات طبية إلى إيران لمساعدتها على مواجهة كوفيد- خارجية البلدين حديثًا اعتبرته الخارجية الإيرانية وديّا. ودعا البلدان إلى التهدئة عندما اغتالت الولايات المتحدة قاسم سليماني، ولم يبديا أي دعم للعملية. هذا التوافق بين دول الخليج والولايات المتحدة، خلال عهد بايدن، على اعتماد الخيار الدبلوماســي

35

Made with FlippingBook Online newsletter