2020 عام الأزمات

وأيّا كانت قوة الرئيس القادم في طهران وتوجهه السياســي، فإنه بالتأكيد سيرث تركة ثقيلة فيها أزمات متعددة تتطلب إدارتها الكثير من المهارة وخلق التوازنات بين مطالب الداخل وتوجهات القيادة العليا ومقتضيات الإقليم والســاحة الدولية. وبالنظر إلــى توجهــات التيار الأصولي تجاه الولايات المتحــدة الأميركية، والتي تتراوح بين العداء ورفض العلاقة وتتصف بالشك والريبة، يواجه التيار تحديات جدية فيما يتعلق بأدواته لحل معضلة العقوبات وتصاعد التهديد ضد إيران. وإذا وجد الإيرانيون خلال الأشــهر القليلة القادمة مؤشــرات على اســتمرار بايدن في سياسة الضغط والتصعيد، فذلك قد يعزز من حظوظ مرشحين أصوليين راديكاليين بالنظر إلى استمرار المواجهة مع واشنطن. ولا شــك أن ذلك ســتكون له كلفة عالية على الداخل الذي يعاني من مشاكل اقتصادية كان للعقوبات الأميركية دور كبير فيها. ولذلك، ورغم الموقف الأيديولوجي، قد تجبر المشــكلات المســتعصية التيار الأصولي حتى مع وصوله إلى الرئاســة على في الدبلوماســية، وهو الوصف الذي أطلقه " المرونة الشــجاعة " العودة إلى سياســة ، على السياســة الخارجية الإيرانية. لكن هذه المشــكلات أيضًا قد 2013 خامنئي، في تقود إلى سياســة تصعيدية مع تعزيز أدوات الردع إقليميّا، وهو ما يعني تســخين عدد من الملفات الإقليمية، وذلك مرتبط بصورة أساسية باستراتيجية إيران في الإقليم في ، قد لا " المرونة الشجاعة " مرحلة ما بعد ســليماني. لكن، وحتى مع ترجيح ســيناريو يأتي هذا الخيار إلا بعد تعزيز نقاط القوة والموقف التفاوضي، وهو ما قد يعني تصعيدًا في عدد من الملفات يسبق أي تفاوض. سيناريوهات متعددة يعطي مجيء بايدن مرونة لمبدأ العودة إلى التفاوض، لكن النخبة الأصولية التي 2021 تســيطر على البرلمان في إيران وتتجه إلى الســيطرة على الرئاسة في انتخابات ترى أن ذلك لن يكون ســه ً. وتتوجس إيران من بايدن لعدة أســباب من أهمها أنه، وعلى عكس ترامب، يمكن أن يســتعيد الإجماع الدولي في مجلس الأمن ضد إيران ويفعّل آلية الزناد من خلال العودة إلى الاتفاق النووي. في الخلاصة، تسود سيناريوهات كثيرة بشأن أزمة العلاقة بين طهران وواشنطن بعضهــا يأخذ أقصى درجات التشــاؤم فيما بعضها الآخر يتجــه نحو التفاؤل الحذر.

39

Made with FlippingBook Online newsletter