2020 عام الأزمات

بعض القضايا الخلافية الأخرى مثل قواعد الملء أثناء الفيضان المتوسط، والجفاف، والجفاف الممتد. وكان واضحًــا خلال المفاوضات حرص مصــر على ضرورة أن يكون الاتفاق ملزمًا، ولا يقتصر فقط على مرحلة الملء الأول، بل عملية الملء والتشــغيل الدائم أيضًــا، وكذلك النــص على آلية واضحة لفض النزاعات، فــي حين أن إثيوبيا كانت ترفــض فكرة الإلزام بصفة عامة، وتطالب باتفاق استرشــادي فقط، كما طالبت مصر بالحصول على موافقتها قبل قيام إثيوبيا ببناء أية سدود مستقب ً. وقامت الولايات المتحدة بإعداد مسودة اتفاق بخصوص السد، في فبراير/شباط ، وقّعت عليها مصر، لكن إثيوبيا لم تحضر الاجتماع بدعوى عدم الاســتجابة 2020 للعديــد مــن مطالبها، ومنها ضرورة وضع اتفــاق قانوني يضم كل دول حوض النيل لا يعتــرف بفكرة الحقوق التاريخيــة، وبالتالي إعادة توزيع حصص المياه من جديد، وضرورة موافقة مصر والســودان على أية مشــاريع سدود مستقبلية تقيمها إثيوبيا على التوقيــع بدعوى ضرورة حدوث – هو الآخر – نهــر النيل، كما أن الســودان رفض التوافق الثلاثي أو ً. والملء الأول " الشكلية " الوساطة الإفريقية بالتوازي مع مفاوضات واشــنطن، عملت إثيوبيا على البحث عن وســيط آخر، تمثّل بالاتحاد الإفريقي، ويُنظَر للاتحاد بشكل عام على أنه أكثر تأثرًا بالمواقف الإثيوبية بســبب أهميتها في القارة، ودورها التاريخي في الاتحاد، ولذلك سَــرَتْ تكهنات بأن أديس أبابا أرادت وسيطًا آخر يوازي الدور الأميركي الذي رأت أنه أقرب إلى مصر. ونجحت المناورة الإثيوبية بتحويل الملف من الوســيط الأميركي إلى الوســيط الإفريقي الذي وافقت عليه الســودان، واضطرت مصر هذه المرة للقبول بذلك، رغم قناعتها بعدم جدوى المفاوضات، لكن لا بديل أمامها، بعدما وافق مجلس الأمن على وساطة الاتحاد الإفريقي بموجب الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة. وقــد عُقدت عدة جولات من المفاوضات بإشــراف جنــوب إفريقيا في الفترة ، كما عُقدت قمتان مصغرتان لرؤســاء الدول 2020 بيــن يونيو/حزيران-يوليو/تموز 26 والحكومــات الثلاثة، فضً عن هيئة مكتــب الاتحاد الإفريقي، القمة الأولى في للبحث فــي القضايا الخلافية، 2020 يوليو/تموز 21 يونيو/حزيــران، والثانيــة فــي

50

Made with FlippingBook Online newsletter