أزمة الصحراء خمس وأربعونسنة من الصراع
بلغ عمر أزمة الصحراء حتى الآن خمســة وأربعين عامًا: الخمس عشــرة ســنة الأولى عرفت المواجهات والقتال، أما خلال العقود الثلاث الأخيرة فقد أشرفت بعثة أبريل/نيسان 29 الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (المينورسو)، التي تأسست في ، على التوقيع على وقف إطلاق النار بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية 1991 . وبذلك الاتفاق، 1991 سبتمبر/أيلول 6 الحمراء ووادي الذهب (البوليســاريو)، في توقفت المواجهات دون أن تنتهي الأزمة، بل تعثر عمل المينورسو فعجزت عن حمل طرفي الصراع على أي تفاهم أثناء جولاتهم التفاوضية المتعددة التي حضرتها الجزائر وموريتانيا، المراقبان المعنيان بالأزمة، وهو ما جعل التقارير تصف الصراع بالجمود. يمتلك الإقليم ثروة ضخمة من الفوســفات وثروات سمكية بالمحيط الأطلسي، إضافة إلى الحديد والفحم الحجري، والنحاس واليورانيوم، فضً عن احتمال اكتشاف احتياطيات من البترول والغاز الطبيعي بالمنطقة. ويمتلك الإقليم موقعًا جغرافيّا متميزًا؛ حيث يمثل امتدادات حيوية وحدودية للدول الثلاثة المحيطة به؛ من الجنوب المغربي فالغرب الجزائري إلى الشــمال الموريتاني، إضافة إلى ذلك تأخذ القضية بعدًا وطنيًا للاستقلال وبناء الوطن الصحراوي بعيدًا عن المغرب وموريتانيا، وهو ما تتبناه جبهة البوليساريو. أطراف الأزمة ورهاناتها كانت ظروف اندلاع أزمة الصحراء في ســبعينات القرن العشــرين بالغة التعقيد، نوفمبر/تشــرين الثاني 14 فمع خروج إســبانيا من الإقليم وتوقيع اتفاقية مدريد، في ، والقاضية بتقســيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا (الساقية الحمراء للمغرب 1975 ووادي الذهب لموريتانيا)، تم اســتبعاد الجزائر من المسألة التي بادرت بتمويل جبهة البوليساريو في حربها ضد المغرب وموريتانيا.
55
Made with FlippingBook Online newsletter