ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن، دشّن أبرز لاعبيْن في أزمة الصحراء، وهما: المغرب والجزائر، تســابقًا اســتراتيجيّا تجلّى في كسب الأنصار في القارة الإفريقية وفي غيرها 1965 مــن القارات. وقــد تبنّت الجزائر موقف الأمم المتحدة الذي يعود إلى ســنة والقاضي بتقديم قضية الصحراء على أنها قضية تقرير مصير. وقد كسبت الجزائر من وراء ذلك تضامن العديد من الدول التي اعترفت، تحت تأثير الدبلوماســية الجزائرية الفعالة، بالدولة الصحراوية. وبموازاة ذلك، وظّفت الرباط علاقاتها التقليدية مع باريس وواشــنطن والدول الخليجية والعديد من الدول الإفريقية في تحقيق اختراقات مهمة حققت من خلالها انتصارات دبلوماســية على حســاب الجزائر. كما حصّنت الرباط بجدار أمني وعسكري عازل، محاولة أن تفرض واقعًا على الأرض " الصحراء المفيدة " محوّلة الصحراء إلى بوابة المغرب نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء. وقد باتت تعقيدات العلاقة المغربية-الجزائرية الثابت والمتغير في هذا الصراع، هو المتغير الرئيســي وليس " الدولة المركزية " وظهــر أن التنافــس بينهما حول موقع الوحيد الذي من شــأنه أن يفســر الكثير من الديناميات التــي تعرفها منطقة المغرب العربــي والتي من أهما الصراع في الصحراء الغربيــة. فتونس وليبيا وموريتانيا تدرك جيدًا أن كّ منها ليست مؤهلة لاحتلال موقع الدولة المركزية. محدّدات الموقف المغربي من أزمة الصحراء ، مبادرة 2007 أبريل/نيســان 11 طــرح الملك المغربي، محمد الســادس، في الحكم الذاتي التي من شأنها أن تعطي لإقليم الصحراء صلاحيات تسييرية ذاتية موسّعة مــع البقاء تحت الســيادة المغربية، وهي مبادرة رفضتها جبهة البوليســاريو والجزائر رفضًا باتّا؛ لذلك انتهج المغرب استراتيجية جديدة، تجمع إلى جانب توظيف الملف الدبلوماســي لتحقيق مكاسب إعلامية وسياسية توظيفَ الملف الاقتصادي والانخراط في شبكات تجارية تربط بين أوروبا وإفريقيا الغربية عبر منطقة الصحراء. فعّل المغرب بمدن الصحراء، ونشّط شبكات التبادل التجاري الإقليمية عبر " دبلوماسية القنصليات " مسالك الصحراء وهو ما من شأنه تأكيد التجاوب مع مبادرة الحكم الذاتي، وإكساب المبادرة أبعادًا أخرى بعد رفض البوليساريو والجزائر لها. وقد نجح المغرب في أن يجعل خمس عشــرة دولة إفريقية تفتح لها قنصليات دول من جنوب القارة، 3 من وســطها، و 5 دول من غرب القارة، و 6 في الصحراء (
56
Made with FlippingBook Online newsletter