2020 عام الأزمات

أزمة ناغورنو قره باغ موازين قوى جديدة في جنوب القوقاز

مقدمة ، أُعلن في موســكو عن 2020 نوفمبر/ تشــرين الثاني 9 في ســاعة متأخرة من توصل أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق يتضمن وقفًا شــامً لإطلاق النار، يبدأ في اليوم التالــي، وحــل للنزاع المديد حول إقليم ناغورنو قره باغ. لم يأخذ المراقبون الإعلان الروســي مأخذ الجد، بعد أن شهدت الحرب الأذرية-الأرمينية، منذ بدايتها، أكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار، فقد انهار معظمها خلال ســاعات من الإعلان. ولكن، وما إن سُــرّبت تفاصيل الاتفاق، الذي وصفه بوتين بالثلاثي (بمعنى أنه روســي-أذري- أرميني)، حتى تبيّن حجم الهزيمة التي أُوقِعت بالجانب الأرميني، واتضحت جدية ما تم التوصل إليه. وفي حين وصف رئيس الحكومة الأرميني، نيكول باشينيان، الاتفاق بالمؤلــم، اعتبره الرئيس الأذري، إلهام علييف، الــذي خاض الحرب باعتبارها حربًا مصيرية لأذربيجان ولرئاســته، على الســواء، نصرًا حاسمًا لبلاده، ساخرًا من باشينيان ومستخدمًا لغة غير سياسية لوصف الاندحار الأرميني. حرب الأسابيع الستة ، بعد سلسلة متقطعة من المناوشات 2020 سبتمبر/أيلول 27 اندلعت الحرب في بين الطرفين على حدود التماس في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه، واســتمرت نحو ســتة أســابيع. هذه هي الحرب الثالثة حول الإقليم، الذي يرمز الصراع فيه إلى موروثــات دينية وثقافية وديمغرافية بالغة الاشــتباك، وتعود جذوره إلى نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط السلطنة العثمانية. وكانت الجولة الأولى من الصراع قد بدأت في نهاية الثمانينات، عندما اندلع حراك قومي أرميني في ناغورنو قره باغ، الذي تمتع بالحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان، مطالبًا بانفصال الإقليم والوحدة مع أرمينيا،

63

Made with FlippingBook Online newsletter