2020 عام الأزمات

بتوفير معدات وأدوات عسكرية حديثة، أو من خلال الدعم الاستخباراتي والمساعدة ، وقبل شهور قليلة فقط من 2020 التي يقدمها الخبراء العسكريون الأتراك. في صيف اندلاع الحرب الثالثة، أُجريت مناورات عســكرية مشتركة، أذرية-تركية، في أذربيجان للمرة الأولى، شــاركت فيها وحدات نخبة من القوات المســلحة التركية، ووُصفت 27 بأنها كانت التمهيد الفعلي للحرب. وما إن اشتعلت نيران الحرب من جديد، في ، بعد اتهامات متبادلة من الطرفين بخرق وقف إطلاق النار، حتى 2020 سبتمبر/أيلول اتضح أن الجانب الأذري يتمتع بتفوق ملموس، سواء على مستوى التعبئة والتخطيط، أم على مســتوى التقنية العســكرية. وليس ثمة شــك في أن الطائرات التركية المسيّرة لعبت دورًا كبيرًا في تحقيق هذا التفوق وفي ضبط إيقاع الحرب. ولكن التقدم الأذري على الأرض، بالرغم من أنه استمر بلا تراجع، كان بطيئًا. ونظرًا للحساسية الاقتصادية لجنوب القوقاز، والتداخل الإثني، وتعدد الأطراف الإقليمية ذات الاهتمام البالغ بمسار الحرب، تحركت روســيا والولايات المتحدة للعمل على وقف إطلاق النار. ولكن، لا الاتفاقــات التــي أُعلن عنها في موســكو، ولا الاتفاق الذي عملت عليه الخارجية الأميركية، نجح في الصمود. أخفقت اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة لسببين، يعود الأول إلى آمال الجانب الأرميني في أن يدفع اســتمرار الحرب إلى تدخل روســي. ويعود الثاني إلى تصميم الجانــب الأذري علــى أن تفرض هذه الجولة من الحرب حً جوهريًا لمســألة قره باغ وتحقق انســحابًا أرمينيًا كامً مــن أراضي أذربيجان؛ الأمر الذي لم تعالجه كافة نوفمبر/تشرين الثاني 9 الاتفاقات الســابقة. ما ســاعد في النهاية على التوصل لاتفاق كان إعلان موسكو الصريح أن اتفاقية الأمن الجماعي التي تُعتبر أرمينيا عضوًا 2020 فيها لا تتضمن التدخل من أعضاء الاتفاقية الآخرين، بما في ذلك روســيا، لمســاعدة أرمينيا عسكريًا في حروب تخوضها الأخيرة خارج حدودها. بمعنى، أنه طالما لم تكن حدود أرمينيا مهددة، فليس ثمة أساس قانوني لتدخل عسكري روسي. بذلك، ترُكت أرمينيا منفردة في مواجهة آلة عسكرية أذرية حديثة، كفؤة، ومتفوقة بصورة ملموسة. ومع استمرار التقدم الأذري على الأرض، سيما بعد السيطرة على مدينة شوشة التاريخية وذات الموقع الاستراتيجي (تشرف على عاصمة قره باغ ولا تبعد عنها سوى كيلومترًا)، في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، لم يكن ثمة مهرب من إقرار يريفان 20 بالهزيمة والقبول بشــروط باكو. وكما أقرّ رئيس الحكومة الأرمينية، في تبريره لتوقيع

65

Made with FlippingBook Online newsletter