الأخرى. أخيرًا، ينص الاتفاق، إضافة إلى ذلك، على تأمين الطريق الرابط بين قره باغ وأرمينيا، وفتح وتأمين الطريق الذي يصل إقليم ناختيشنيان الأذري بأذربيجان الأم. بعــد توقيع الاتفاق، علّق الرئيس الأذري على نهاية الحرب بقوله: إن إقليم قره باغ سيعود كامً إلى السيادة الأذرية، وإن العملة الآذرية فقط ستكون العملة المتداولة في الإقليم. وفي أول إشارة إلى تخليه عن مقترح حكومته السابق بمنح الإقليم حكمًا ذاتيًــا داخل أذربيجــان، وهي الصفة التي كان يتمتع بها أثناء الحقبة الســوفيتية، قال علييــف: إن نظــام الحكم الذاتي لن يُمنَح في أذربيجــان، لا لقره باغ ولا لأي إقليم نوفمبر/تشــرين الثاني يحمل قدرًا 9 آخر. المشــكلة، بالطبع، أن ما عُرِف من اتفاق مــن الغمــوض حول مصير ووضع قره باغ، أو على الأقل الجزء من الإقليم الذي لم تكن أذربيجان ســيطرت عليه أثناء أسابيع الحرب. وبوجود قوة حفظ السلام الروسية في محيط قره باغ، ســيصبح من الصعب حســم وضع الإقليم دون موافقة روسية، ما لم تكن موسكو قد وافقت ضمنيًا على عودة السيادة الأذرية على كافة أراضي الإقليم، بغضّ النظر عن وضع الحكم الذاتي. الرابحون والخاسرون ومستقبل الصراع على الإقليم لم تكن مسألة قره باغ، ولا جولات الحرب الثلاثة حولها، مجرد صراع أذري- أرميني. فطوال ســنوات الصراع الثلاثين حول الإقليم، لعبت كل من روســيا وفرنسا والولايــات المتحدة أدوارًا متفاوتة في مســار الصراع والتفــاوض، ومن ذلك تولّيها اللجنة الرئاســية المفوّضة من مجموعة منســك للمســاعدة على إيجاد حل تفاوضي لمســألة قره باغ. ولاعتبارات قومية، وتاريخية، واســتراتيجية، كانت تركيا أيضًا طرفًا مباشــرًا، وكذلك كانت إيران، التي تربطها علاقــات بالغة التناقض والتعقيد بجارتيها الأذرية والأرمينية. وبالرغم من أن من المبكر التيقن من أن مســألة قره باغ والصراع الأذري-الأرميني قد انتهيا بصورة حاســمة، تكشــف جولة الحرب الثالثة عن رابحين وخاسرين. أول الرابحين هو أذربيجان، التي لم تتمكن لأكثر من ثلاثين عامًا من اســتعادة أرضها المحتلة بدعم من الوسطاء الدوليين، لكنها خلال ستة أسابيع فقط من الحرب، وبخســائر محدودة نسبيًا، توشــك أن تحقق كافة أهدافها، بما في ذلك وحدة البلاد، وخروج المحتلين، ومشــاركة ملموســة من الحليف التركي في حل الأزمة، وعلاقات
67
Made with FlippingBook Online newsletter