أفضــل مع روســيا، إضافة إلــى طريق آمن إلى إقليم ناختيشــنيان، الذي تفصلها عنه أرمينيــا. تركيــا، أيضًا، خرجت رابحــة من هذه الحرب ليس فقــط لأن تحالفها مع أذربيجــان ومراهنتهــا عليها جاءت بنتائج فعالة وملموســة، ولكن أيضًا لأن الانتصار الأذري يؤسّس لوجود عسكري تركي في أذربيجان للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الأولى. كما أن طريق تركيا التجاري مع أذربيجان ودول وسط آسيا الأخرى سيكون أيســر وأقصر، بعد أن انتهت الحاجة لمرور النقل التجاري التركي نحو باكو والشــرق الآسيوي عبر الأراضي الإيرانية. وإذا ساد السلام في النهاية، وفُتحت الحدود التركية- الأرمينية، ستصبح طرق التجارة التركية مع جنوب القوقاز ووسط آسيا أكثر أمنًا ويسرًا. وليس ثمة شــك في أن الموقف الحيادي الذي اتخذته روســيا من الحرب وفّر لها فرصة أكبر لتعزيز نفوذها في جنوب القوقاز. فالعســكر الروســي يعود بذلك إلى أذربيجان، التي كانت قد رفضت الانضواء في اتحاد الدول المســتقلة واتفاقية الأمن الجماعي، للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد الســوفيتي. والوجود العســكري الروسي، حتى باســم حفظ الســ م، إضافة إلى القاعدة العســكرية الروسية في أرمينيا، يجعل مــن روســيا القوة الأولى بلا منازع في جنوب القوقــاز. ولأن الحرب انتهت بهزيمة فادحة لأرمينيا، ثمة أمل في موسكو بأن تؤدي المعارضة المتصاعدة لرئيس الحكومة ، بميوله الغربية، إلى تغيير النظام في 2018 الأرميني، المعروف منذ توليه الحكم، في يريفان، أو تغيير التوجهات، على الأقل. في المقابل، كانت خســائر أرمينيا فادحة. وكان صعود نيكول باشينيان للحكم، ، قد أُحيط بمناخ من التفاؤل بالنظر إلى تاريخه ومواقفه 2018 إثر انتفاضة شعبية في الســابقة. ولكن باشــينيان فاجأ الجميع في جولة التفاوض التي أعقبت تسلمه رئاسة الحكومة باتخاذ موقف متصلب في تســوية النزاع مع أذربيجان. كما لم تتورع أرمينيا في العامين الأخيرين عن اســتفزاز أذربيجان باختراقات متفاوتة الحجم لوقف إطلاق النار، وشــن هجمات عســكرية في مختلف نقاط التماس. وحتى عندما اندلعت نيران الحرب في نهاية ســبتمبر/أيلول، لم يدرك باشــينيان جدية ولا حجم التحدي الذي يواجهه، واســتمر في رفضه مطالب أذربيجان بالانسحاب، مراهنًا على الدعم الغربي، ، ما كان جيشه 2018 أو منتظرًا التدخل الروســي. ولو قبل باشــينيان حً تفاوضيًا في تكبــد الخســائر التي تُقدّر بآلاف الإصابات في الحــرب، ولا كان المواطنون الأرمن الذين يقطنون قره باغ وجوارها، سواء بصورة شرعية أو غير شرعية، قد اضطروا إلى
68
Made with FlippingBook Online newsletter