الأزمة السورية جمود سياسي واستمرار إعادة تشكل القوى
مقدمة شــهدت الأزمة السورية جمودًا نســبيّا خلال العامين الماضيين تقريبًا، وخاصة )، ولم تعرف جهودًا حقيقية لحل الأزمة أو إحراز تقدم حقيقي على 2020 الأخيــرة ( هذا الصعيد، ولا تزال محكومة بالمراوحة مكانها أو بين المعادلتين، الإقليمية والدولية، )، فضً عن 2017 ) وأستانا ( 2012 اللتين تكرّستا بدرجة أساسية بين منصتي جنيف ( ). في حين تراجعت أدوار الفاعلين المحليين إلى حد 2018 بعض مقررات سوتشي ( بعيــد بل تكاد تنعــدم، وتداخلت خرائط النفوذ بين الفاعليــن الإقليميين والدوليين، ) مطالبًا بالحرية 2011 ( " ثورة " لتتجاوز الأزمة مطالب الشعب السوري الذي خرج في والكرامة والتغيير. أما المواجهات العســكرية فهي مســتمرة وإن تراجعت، سواء بين المحاور الإقليمية، إسرائيل بمقابل إيران وحلفائها، أو تركيا بمقابل النظام وحلفائه، أو بين الأطراف المحلية وداعميهم الإقليميين، وفيها جميعًا استهداف المدنيين مستمر وإن بتفاوت، خاصة في قرى إدلب ومحيطها، التي أضحت هدفًا اعتياديّا للقصف والقتل. تتميز الأزمة الســورية بالتعقيد بســبب تعدد الفاعلين ومصالحهم ومخاوفهم، ما يجعل تناول تاريخ الأزمة نفسه يتداخل مع المراحل التي مرّت بها، ومع دور أطرافها، وهو ما ستعرض له هذه الورقة في محاولة لتحديد أهم التحديات التي ستواجهها أو . 2021 القضايا التي ستتصدر الأزمة السورية مستقبً أو في العام المقبل خلفية الأزمة أخذت الأزمة السورية مسارين أولهما عسكري والثاني سياسي، فقاد الأول إلى مناطق نفوذ أساسية لقوى المعارضة والنظام، أما الثاني فنتج عنه منصات للتفاوض. بالنسبة لمناطق النفوذ، فقد تراجعت المعارضة السورية لينحسر نفوذها في شمال
71
Made with FlippingBook Online newsletter