2020 عام الأزمات

إســرائيل، والعمل على فصل المســار الروســي عن الإيراني؛ إذ تضغط على طهران وحلفائها كي ينســحبوا من ســوريا. وهذا الأخير تشترك به واشنطن مع إسرائيل التي أعلنت أنها لن تقبل باســتقرار الوجود العســكري الإيراني في ســوريا، وخاصة على مع سوريا، وتنفذ ضربات جوية لهذه الغاية، مع المحافظة على التواصل مع " حدودها " روسيا لتحفظ استمرار هذه السياسة دون الاصطدام بموسكو أو التعارض مع مصالحها. بين إعادة الإعمار وعودة اللاجئين من جهة – إضافة إلى الأوروبيين – وتربط واشنطن والمسار السياسي من جهة أخرى، وتفرض عقوبات على النظام السوري، وكان آخرها قانون قيصر. كما أضافت إدارة ترامب شــرطًا على إعادة التفاوض النووي مع إيران، ألا وهو النفوذ الإقليمي والصواريخ الباليستية، وكلاهما يرتبطان بدور إيران في سوريا أو المنطقة. خامسًــا، تركيــا: لا تزال معنية بتحقيق الأمــن على حدودها ومنع قيام أي كيان كردي انفصالي هناك، ومستمرة في تعزيز وجودها العسكري بمقابل حدودها في العمق السوري. كما تُعزّز من حضورها في الشمال السوري في بيئة المعارضة السورية، وحتى في منطقة نفوذ هيئة تحرير الشام، في إدلب، بغرض ضبطها أو استيعابها. وتلعب دورًا أساسيّا في كل مسارات التفاوض المتعلقة بالشأن السوري، سواء المحلية أو الإقليمية والدولية. وتحاول أن توفق بين تعاونها أو مساومتها لموسكو بخصوص الشأن السوري تحقيقًــا لمتطلبات أمنها القومي، وبين مصالحها لــدى الغرب وانتمائها لحلف الناتو الذي لا تزال عضوًا فيه. إن الوضع الراهن للأزمة السورية محكوم بتوازنات دقيقة بين القوى الخارجية، وهو أحد أهم أســباب مراوحة الأزمة مكانها سياســيّا. وأية مقاربة لأي تغيير حقيقي تعتمد على طبيعة العلاقة التي ســتجمع بين واشنطن وموسكو. أما الأطراف المحلية فتكاد تكون منعدمة الوزن وتعتمد على القوى الأساسية الفاعلة عسكريّا على الأرض، روســيا وإيران على طرف النظام، وتركيا على طرف المعارضة، أما الحضور العربي حتى اللحظة فليس له أهمية تذكر، وربما هو الذي يعطي مبررًا لبعض الدول العربية لإعادة التواصل مع النظام الســوري بذريعة إعادة إحياء دور عربي ما، أو ليقوم مقام الطرف العربي.

76

Made with FlippingBook Online newsletter