2020 عام الأزمات

. الأطراف الخارجية 1 حاليًــا، تقتصر الأطراف الخارجية في إطار تحالف دعم الشــرعية اليمنية، على السعودية والإمارات، إلا أن هناك اختلافًا واضحًا في استراتيجية وحجم مشاركة كل ؛ 2020 منهما؛ حيث برز ذلك قُبيل دخول الأزمة عامها الســادس في فبراير/شــباط عندما تحولت الإمارات إلى اســتراتيجية الاقتراب غير المباشــر، إثر ســحب معظم قواتها من المناطق الجنوبية والغربية في اليمن، وإبقائها على وجود عســكري رمزي فــي عدن، وبَلحاف (شَــبوة)، والمكّ (حضرموت)، ومــأرب، وانحصار مهامها في الأعمال الإنســانية، ومكافحة الإرهاب. أما وجودها العســكري في أرخبيل سُقطرى، فيتجاوز ما ســبق؛ إذ إن هناك ما يشــير إلى وجود نشاط عسكري، إماراتي-إسرائيلي، في الجزيرة الأم، يستهدف إنشاء قاعدة عسكرية، وقد كشفت عن ذلك مصادر غربية . 2020 في أغسطس/آب تتجلى مشاركة السعودية على نحو أكبر من الإمارات، عبر صنوف قواتها البرية والبحريــة والجوية، وإن كانت مشــاركتها البرية الأكثــر مقتصرة على مناطق حدودها الجنوبية الغربية مع اليمن، مع وجود عسكري محدود في محافظات عدن، وحضرموت، ومأرب، وأرخبيل ســقطرى، فضً عن وجودها العســكري الأبرز في محافظة المهرة المحاذية لســلطنة عُمان؛ بذريعة مكافحة الإرهاب، وقمع عمليات تهريب الأســلحة الإيرانية إلى الحوثيين، وهي بذلك تنتهج اســتراتيجية الاقتراب المباشر، التي تعززت بتخويلها الإشراف على تنفيذ اتفاق الرياض. من جانب آخر، لا تزال إيران وحليفها، حزب الله اللبناني، الداعم الأبرز لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، عسكريًا وسياسيّا، وقد تجسد ذلك، وبوضوح، في تصاعد قوة الصواريخ الباليســتية والطائرات غير المأهولة (دون طيار)، التي تُســلّط على أهداف استراتيجية في العمق السعودي، والتي كان آخرها ضرب محطتي وقود تابعتين لشركة أرامكو، شمالي مدينة جدة، واستهداف ناقلة نفط سعودية قبالة ساحل جيزان، أواخر . من جهة أخرى، مثّل إرسال إيران سفيرًا لها لدى جماعة 2020 نوفمبر/تشرين الثاني ، 2020 الحوثيين، ووصوله صنعاء بطريقة ســرية، في منتصف أكتوبر/تشــرين الأول توكيدًا قويًا على مشاركتها كطرف دولي رئيسي في الأزمة اليمنية، في الجهة المناوئة للحكومة المعترف بها دوليًا، ولاقى ذلك استجابات سياسية وإعلامية صاخبة، ذهب

80

Made with FlippingBook Online newsletter