الأزمة الليبية وتداخل الأبعاد
مرّت قرابة عشــر ســنوات على ســقوط نظام الزعيم الليبي، معمر القذافي، إثر . ومنذ ذلك التاريخ، 2011 فبراير/شباط 17 ثورة أطاحت بنظامه وأدت إلى قتله يوم دخلــت البلاد أزمة متعددة الأطراف تشــمل أكثر من جانب: فالبلاد تعيش انقســامًا سياســيّا وانفلاتًا أمنيّا وأزمة اقتصادية حادة. ويتجلى الانقســام السياســي في تنافس حكومتين على الشرعية والسيطرة؛ إحداهما حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم أممي برئاســة فايز الســراج وتتخذ من العاصمة طرابلس في الغرب مقرّا لها، والثانية الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني وتتخذ من البيضاء في الشرق مقرّا لها. كما تعرف البلاد انفلاتًا أمنيّا ســبّبته عشرات الميليشيات المسلحة الموالية لهذا الطرف أو ذاك والمتنافســة فيما بينها، وقد باتت الاشــتباكات عنوان الوضع الداخلي مليون قطعة ســ ح بحوزة الأفراد 45 الليبي. وتذكر الأمم المتحدة أن بليبيا أكثر من المســلحين. ولم يسلم الاقتصاد ولا الخدمات العامة، ولا قطاع الصحة العمومية من تأثيــرات هــذا الوضع المضطرب، وقد بات الدينار الليبــي عرضة لهبوط مطّرد، كما ظل النفط، رغم استقلالية المؤسسة الوطنية للنفط عن أطراف الصراع، عرضة للوضع الأمني المتأزم، وهو ما أثّر على حياة الليبيين وواقعهم المعيشي. أطراف الأزمة الداخليون وتحالفاتهم الإقليمية والدولية توجد خمسة عناصر بارزة تشكّل أطراف الأزمة الليبية، وهي: حكومة الوفاق الوطني: المعترف بها دوليّا، والتي يقودها فائز الســراج، وتراهن وبسط السيطرة. " الإرهاب " عليها الأمم المتحدة والدول الكبرى من أجل مواجهة ، وتوجد 2014 الحكومة المؤقتة: انبثقت عن برلمان طبرق، في ســبتمبر/أيلول بمدينة البيضاء شرقي البلاد، ويترأسها عبد الله الثني. كرامة " ، عملية 2014 اللواء المتقاعد خليفة حفتر: وقد أطلق، منتصف مايو/أيار
87
Made with FlippingBook Online newsletter