195 |
مقدمة مشروعًا إصالحيًّا للنظام " ست أطروحات من أجل الديمقراطية المستمرة " يُعد كتاب السياســي الفرنســي في ظل المخاطر التي تهدد استقرار الجمهورية واستدامة النظام الديمقراطي الفرنســي وقدرته على التأقلم مــع التحوالت، وتجديد الهياكل وترميم العقــد االجتماعي الذي مزقته أزمــات الثقة في النخب، وتخلف الوعود االقتصادية واالجتماعية والتعثر في مقاربة مسألة الهوية الثقافية والسياسية. يقتــرح الكتاب مدخ ًل إلصــ ح جذري من خالل إعادة كتابة دســتور الجمهورية ديمقراطية " لتمكينهــا من تجديد صلتها بوعود الحرية والعدالة والمســاواة في إطار تمتلك أدوات التكيُّف مع التحوالت، وتكتسب الروح االستباقية لإلصالح " مستمرة والتجدد بانخراط واع للمواطنين، وبنجاعة قصوى للمؤسسات وبفعالية وشرعية أقوى للقوانين. ويدافع دومينيك روســو، الفقيه الدســتوري ذو الصيت الواسع في الحقل الجامعي الفرنســي، منذ ســنوات طويلة عن أولوية المدخل الدستوري إلعادة بناء ديمقراطية يراها تبتعد يومًا بعد يوم عن روح الثورة الفرنسية ومبادئ العدالة والمساواة والحرية التي بشرت بها الثورة الفرنسية. لقد جعل من الموضوع مشروعًا بحثيًّا سياسيًّا يتغذَّى منــذ ثالثة عقود على التحــوالت والمعطيات الجديدة. فهو ليس جامعيًّا مُحَنَّطًا في برجه األكاديمي، بل معروفًا بنزعته اليســارية المعلنة، ومناهضته للشــعبوية ســواء بصيغتها اليمينية أو اليســارية. لكنه يشــدِّد على إعادة بناء النص الدســتوري بوصفه ميثاق التعاقد االجتماعي السياسي الذي تتفرَّع عنه كل عمليات إعادة البناء. إن زاوية المقاربة النقدية التي يختارها الكاتب مدخ ًل لتفكيك أزمة الديمقراطية في فرنسا، ومضمون المقترحات التي يُقدِّمها وصفة لمشروع إصالحي منشود، ينطبعان بالهوية البحثية والسياســية للكاتب. فدومينيك روسو جامعي معروف يختص أساسًا في المنازعات الدستورية، أما على مستوى المواقف، فهو ال يُخفي قربه من اليسار. وهو مؤسس ومدير مركز األبحاث والدراسات المقارنة الدستورية والسياسية بجامعة . عمل أســتاذًا 2010 إلى 1987 ) مــن The University of Montpellier مونبلييــه ( . 2019 ، وبجامعة باريس الســوربون إلى غاية 2010 محاضرًا بهذه الجامعة إلى غاية
Made with FlippingBook Online newsletter