العدد 15 – أغسطس آب 2022

197 |

، حيث نُظِّمَت في مونبلييه ندوة من طرف مركز الدراسات 1992 فرنسا، تعود إلى عام ) لتحليل CERCOP واألبحاث المقارنة الدستورية والسياسية التابع لجامعة مونبلييه ( التحوالت التي يعرفها النظام السياســي للديمقراطية التمثيلية. كان دومينيك روســو الفكر القانوني " ضمن سلسلة 1995 منسق الندوة التي صدرت أعمالها في كتاب عام . " الديمقراطية المستمرة " بعنوان: " المعاصر أكد روسو، في تقديمه ألشغال الندوة، أن الشعب فاعل قد يُعبِّر عن ذاته في أي وقت ليقول إن انتظاراته وانشغاالته ليست بالضرورة هي ما يعمل من أجله مندوبوه، وإن ثمة هوة بين محترفي السياسة والناس تتفاقم بسبب تغيرات بنيوية في الحقل السياسي والمجتمع. إنها لمفارقة مثيرة في زمن االنفتاح التواصلي أن يتواصل مسلسل انغالق الحقل السياسي على نفسه وأالعيبه ورهاناته بينما تتزايد في المقابل اإلمكانيات غير الرسمية لمراقبة العمل السياسي لدى المواطنين بفضل ثورة وسائل اإلعالم واالتصال. إن الفكرة المحورية التي ترتسم في ذهن القارئ هي الحاجة إلى فتح آفاق مشاركة أكثر فعالية وإيجابية للمواطنين في صناعة اإلرادة العامة ضد هيمنة الصيغة التمثيلية المطلقــة. والديمقراطية المســتمرة هي ديمقراطية نقاش عــام يتجاوز لعبة األغلبية واألقلية. كما أن الرهان هو تنشيط مختلف دوائر إنتاج الرأي العام من أدنى مستوياته المحلية إلى أسمى فضاءات النقاش السياسي، لتغدو اإلرادة العامة وفق هذا التصور التجديــدي تضافرًا بين إرادة األغلبيــة واإلرادات األقلوية، بمعنى آخر، تصالحًا بين الرؤوس المحرِّكة للنظام الديمقراطي والقاعدة الجماهيرية المعنية والمستهدفة بالفعل .) 1 السياسي( بروح ومنهجية الخبير الدســتوري، يقتــرح المُؤَلِّف في الكتاب الصادر، في فبراير/ الباريسية عم ًل إصالحيًّا جوهريًّا يتوزع على " أوديل جاكوب " ، عن دار 2022 شباط ست أطروحات، يمكن تجميعها في محورين رئيسيين. فاألطروحات الثالث األولى تصب في اتجاه العودة بالعملية السياسية إلى روحها الديمقراطية األصلية التي بشرت بها الثورة الفرنسية، من خالل وضع المواطن في منطلق العملية وغايتها، بينما تغطي األطروحات الثالث األخرى مجمل محاور اإلصالح الدستوري والمؤسساتي الذي يعيد التوازن والفعالية إلى دينامية الفعل العمومي.

Made with FlippingBook Online newsletter