201 |
حكم الشعب " حيث ظل الشعب عند عتبة فضاء التداول والمراقبة السلبية. الشعار هو ، لكن الدساتير تضمنت مقتضيات نزع هذه السلطة من " بالشــعب من أجل الشــعب الشعب وإفراغ الشعار البراق من محتواه. ، في نظر دومينيك روسو، " السترات الصفراء " إن اللحظة السياسية التي صنعتها حركة تعبير عن اختالل النظام التمثيلي. فالمُمَثَّلون لم يعودوا متماهين مع مُمَثِّليهم، وال مع بمفهومها الديناميكي، " المواطن " قراراتهم. عمدت الحركة حينئذ إلى استرجاع صفة وبالتالي مســاءلة شــرعية النظام القائم واســتهداف مصداقيته التمثيلية. وقد جاءت شــعارات الحركة أشبه بعملية لسحب التفويض، أي سحب الثقة من المشاركين في المشهد. هذه اللحظة تفرض ثورة ثقافية تُعْلِي مرتبة األهلية السياســية والمعيارية للمواطنين. الذي نص على وجود هيئة 1789 وهي لحظة يذكِّر روسو بأن لها جذورًا في إعالن قائمة الذات للمواطنين واستحالة ابتالعهم من قبل هيئة الممثلين. يتعلق األمر بتأكيد الوجود المستقل للمواطنين المؤهلين للتعبير عن آرائهم وتبادلها. فالمشكلة أن الثوار ومن بعدهم لم يســتطيعوا بناء الفضاء والوسائل التي تتيح للمواطنين إنجاز مهامهم وبالتالي تكريس استقالليتهم. ويطيب للكاتب أن يوجز خالصة هذا الخلل من قاموس االقتصاد السياسي، باعتباره .) 5 ( " الشكل الرأسمالي لالقتصاد ال يحتاج إلى مواطنين بل إلى عمال مستهلكين " أن إنها المفارقة القاتلة أن ينحرف النظام القائم على التفاف المواطنين ومشاركتهم في تقرير مصيرهم الجماعي، إلى نظام يكدس منظومة السلطة في يد حفنة من المحترفين تحتكر القرار والمعلومات والصالحيات مقابل جماهير تشاهد المباراة من المدرجات. إن األطروحــات الثالث الســالفة تتقاطــع عند هاجس الكاتــب المتمثل في إعادة صياغــة اللعبة السياســية وفق روح الثورة الفرنســية التي تضــع المواطن في قلب العملية السياســية، فــي مبتدئها ومنتهاها؛ ذلك أن الهدف هــو تمكين المواطن من استعادة المبادرة الضائعة وإلغاء التفويض المطلق الذي تمتع به الحكام والمشاركون في الحكم. في المقابل، تستشــرف األطروحــات الثالث الموالية مداخل اإلصالح المؤسساتي والقانوني والقضائي التي تمكِّن من تنزيل هذا النظام الجديد.
Made with FlippingBook Online newsletter