العدد 15 – أغسطس آب 2022

| 204

مطلوبــة لتحقــق ذلك: ثقافة التوافق، وتنظيم فيدرالي، ومحكمة عليا مســتقلة. لكن فرنســا ال تلبي أيًّا من هذه الشــروط، بل حتى في الواليات المتحدة يوجد النظام الرئاسي في موضع جدل دائم. في المقابل، يدعو الكاتب إلى تشكيل جمعية وطنية منتخبة باالقتراع النسبي بما يتيح تجاوز التقاطب بين اليمين واليسار في اتجاه التعبير عن تنوع التيارات داخل المجتمع. هذا االقتراع يضمن لكل تيار سياسي تمثيلية في الجمعية الوطنية تعادل قوته في المجتمع، خارج التحالفات المصطنعة. كما أنه يدفع في اتجاه تحالفات بنَّاءة على قاعدة برامج حقيقية. إنه مقترح ال يتيح مجا ًل واســعًا لحساسيات من خارج الكتل التقليدية الكبرى. ويســتبعد هذا المعمار المؤسساتي المعدل، كما يتصوَّره روسو، الرئيس من مجلس الوزراء الذي يتعين أن يترأســه رئيس الوزراء مما يدفع الرئاســة نحو صدارة معنوية وتحكيمية تُؤَمِّن اســتقرار المؤسســات، وتجعل االنتخابات التشريعية محور السباق الديمقراطي. لكــن مــا محل المواطنين في هــذا المعمار الديمقراطي المعــدل؟ من المقترحات المُجَــدِّدَة التــي يُقدِّمها الكاتب في تأســيس الديمقراطية المســتمرة إحداث جمعية برلمانية للمواطنين في صيغة أقرب إلى برلمان شــعبي. إنها مؤسسة يسميها المفكر ، أي مؤسســة تضع " برلمان غير المرئيين " ) Pierre Rosanvallon بييــر روزنفالون ( تحت الضوء حاجيات وانتظارات البســطاء الذين ال يُســمع لهم صوت في الصخب العام. ليست الفكرة إبداعًا خالصًا، فقد اقترح نواتها رئيس وزراء سابق، بيار منديس ، 1969 ، بل أشار إليها ديغول نفسه عام 1962 )، في Pierre Mendès France فرانس ( لكنها شأن العديد من األفكار اإلصالحية األقرب إلى المثالية ظلت خارج أية أجندة سياسية حقيقية للنخب الفرنسية. لقد كان النصف األول من القرن العشرين للبرلمانات الكالسيكية، والثاني للمحاكم للبرلمانات المواطنة. حلم أم توقع في 21 الدســتورية، بينما ينبغي أن يكون القرن زمن أزمة وانسداد أفق يحتم استكشاف مسالك جريئة؟ : إعادة كتابة الدستور 6 األطروحة ). وينبغي 1992 سنة (منذ 30 مرات على مدى 10 جرى تعديل الدســتور الفرنســي -بتعبير دومينيك روسو- ألن الدستور هو للبلد معادل بطاقة التعريف " الترقيع " وقف

Made with FlippingBook Online newsletter