العدد 15 – أغسطس آب 2022

| 208

القوانين. هذا اإلعالن يقر االســتقاللية السياســية للمواطن، التــي ال تنتفي بوجود ممثلين عنه في المؤسسات. إن معالــم أزمــة النظام الديمقراطي تجعل روســو يتحدث عن نهايــة حقبة، حقبة . وهي ليســت بشــارة بقدر ما هي 18 الديمقراطية التمثيلية كما تبلورت نهاية القرن دعوة إلى التحرك لبناء نظام جديد على أنقاض بناء يتهاوى أمام صمت المسؤولين .) 8 عنه( إن السياق السياسي الحالي في عدة دول يضغط في اتجاه نسف المقومات الليبرالية للنظــام الديمقراطــي، وهو ما دعا الكاتب إلى التشــديد على ضرورة التنصيص في الدستور على تشــكيل جمعيات تداولية للمواطنين (برلمانات محلية) تضم مواطني كل دائرة انتخابية. ويفرض الدســتور المنشــود وفق هذه األطروحة على البرلمانيين طــرح مشــاريع ومقترحات ومن الطريف أن الكاتــب يحمل نفس لقب، رائد نظرية العقد االجتماعي، جان جاك روســو، الذي كان معاديًا للديمقراطية التمثيلية بصيغة أكثــر حــدَّة وجذرية، بوصفها تحــرم المواطنين من حريتهم، ألنه ال شــيء يضمن تطابــق إرادة الممثِّليــن مع اإلرادة العامة. لكن دومينيك ال يذهب إلى حد النســف الكلي للفكرة التمثيلية بل إلى ترشــيدها وإصالحها وتقليم نزعتها الشــمولية. بنفس ) عن حصر الديمقراطية في Carré de Malberg المعنى، يتحدث كاري دي مالبيرغ ( أوليغارشية انتخابية تحل محل الشعب صاحب السيادة. (حين يعرِّف النظام التمثيلي Benjamin Constant إنها حالة يصفها بنجامين كونستان ( بأنــه تفويــض ممنوح لعدد من الناس من طرف عامة الشــعب التي تريد الدفاع عن .) 9 مصالحها، لكنها ال تملك الوقت للقيام بذلك( إن دومينيك روسو يجمع األهلية العلمية والخبرة الميدانية في الحقل السياسي ليلقي حجرًا في البركة الراكدة لنظام سياسي يعيش أعراض شيخوخة معلنة. لكن المسافة بين المقترحات المطروحة لإلصالح الجذري وقابلية المجال السياسي للتفاعل معها تبدو بعيدة، ما دام أن هذه األطروحات يقع تنزيلها على النخبة المستفيدة من الوضع الراهن، والتي سيكون من السذاجة االعتقاد بأنها ستسلِّم الشعلة بشكل سلس لفاعلين يطرقون باب المؤسسات التي تُطبخ فيها القرارات وتُحتكر فيها السلطة. هذا ال يعني عبثية اإليمان باإلصالح في السياق المأزوم؛ ذلك أن المجال الديمقراطي على مختلف عالته يســمح لألفكار بامتالك أجنحة للتحليق والتواصل مع المعنيين

Made with FlippingBook Online newsletter