العدد 15 – أغسطس آب 2022

37 |

مقدمة تُعــد المؤشــرات الدولية التي تصــدر عن المنظمات والهيئــات العالمية التي تُعنَى بمختلف القضايا والمسائل السياسية واألمنية من أهم المعايير التي تُعتَمد اليوم لتقييم أداء الدول، الســيما إذا ما علمنا أن هذه المؤشرات تمثِّل المرآة التي تعكس الواقع االقتصادي والسياسي واألمني واالجتماعي والثقافي والعلمي والمؤسساتي للبلد. وتهتــم مختلف دول العالــم، بصرف النظر عن نظامها السياســي، بالتقارير الدولية الخاصة بالمؤشــرات المؤسســية والسياسية والتنموية بسبب أهميتها لمتخذي القرار والقيــادات العليا فــي وزارات وأجهزة الدولة، وواضعي الخطط والبرامج الحكومية الهادفة إلى تحقيق التقدم في المجال األمني والسياســي والمؤسســي واالقتصادي المنشــود؛ إذ تتيح هذه المؤشــرات التعرف على حجم التطور ومكامن الخلل في مختلف الجوانب ذات الصلة باألداء الحكومي في مختلف المجاالت. وســوف يتناول البحث بالتحليل واقع جمهورية العراق في المؤشرات الدولية، مبيِّنًا جوانب الضعف في كل مؤشر من المؤشرات ونقاط القوة، وتقديم بعض المقترحات التي يمكن أن تُســهِم في االرتقاء بترتيب العراق في المؤشــرات السياســية واألمنية والمؤسســية. ويهدف البحث إلى بيان أداء جمهورية العراق في المؤشــرات الدولية ذات الصلة بالجوانب السياســية واألمنية والمؤسســية عالوة على إجراء المقارنات وقياس فجوة األداء بين العراق والدولة األفضل عالميًّا وعربيًّا. وتعتمد الدراســة األســلوب الوصفي التحليلي في تناول تقارير المنظمات والهيئات والمؤسســات الدوليــة التي تُصدِر هذه المؤشــرات، مثل األمــم المتحدة، والبنك الدولي، ومعهد االقتصاد والســ م، والمنظمة العالمية للشفافية، والمعهد السويسري " اإليكونوميســت " المتخصــص بالدورات االقتصادية، ووحدة المعلومات في مجلة ) البريطانية. The economist ( وينقسم الموضوع إلى أربعة محاور، تناول األول المؤشرات الدولية الخاصة باألداء السياسي، وذلك بالتركيز على مؤشرات الحكم الرشيد ومؤشر الديمقراطية، ومؤشر العولمة السياســية، بينما يركز المحور الثاني على المؤشــرات ذات الصلة بالجوانب األمنية، ويلقي الضوء على تقييم األداء األمني من خالل مؤشــري الســ م العالمي

Made with FlippingBook Online newsletter