| 110
)، فحين تدرك الدولة حدود 25 وإنمــا امتدادًًا لمرونتهــا النظرية في البيئات المعقدة( قدراتها المادية، تتحول فاعليتها إلى مســألة تتعلق بقدرتها على الابتكار في توظيف الأدوات؛ ما يجعل من الدبلوماســية الذكية تجســيدًًا عمليًّّا لمنطق الواقعية الجديدة. ويتجلى هذا الطرح بوضوح في الســياق الخليجي، ولاســيما فــي الحالة القطرية، التــي تُُظهر كيــف تمكنت دولة صغيرة من توظيــف أدوات ناعمة وذكية لبناء نفوذ سياســي وأمني يتجاوز وزنها الجغرافي والديمغرافــي. وبهذا المعنى، يُُمثِِّل الجمع بين الواقعية الجديدة والدبلوماسية الذكية سلوكًًا عمليًّّا لدى عدد من الدول الصغيرة والمتوسطة، وبناء عليه، يُُعد هذا الإطار النظري أساسًًا مناسبًًا لتحليل كيفية توظيف قطر للدبلوماسية الذكية في تعزيز أمنها الوطني في ظل قيود القوة التقليدية. ورغم أن الدبلوماسية الذكية تمثل خيارًًا إستراتيجيًّّا مناسبًًا للدول الصغيرة التي تفتقر إلى أدوات الردع التقليدية، إلا أن استخدامها لا يقتصر عليها وحدها، فقد تبنََّتها أيض ًًا الحزام " قــوى كبــرى مثل الصين، التي جعلت الاقتصاد أداة دبلوماســية عبر مبادرة ؛ حيث اســتخدمت التجارة والبنى التحتية لبناء نفوذ سياســي عالمي من " والطريق غير اعتماد مباشر على القوة الصلبة، كما لجأ الاتحاد الأوروبي إلى أدوات مشابهة في دبلوماســية الطاقة والمناخ لتوســيع نفوذه بطريقة غير صدامية، وهذا يعكس أن الدبلوماسية الذكية يمكن أن تتبناها مختلف الدول بحسب سياقاتها. المحور الثاني: المحددات البنيوية للدبلوماسية الذكية القطرية تتحدد فاعلية الدبلوماســية الذكية بمجموعة من المحددات البنيوية التي تؤطر قدرة الدولة على تحقيق أهدافها الخارجية وتعزيز أمنها الوطني، وفي هذا السياق، تؤدي البنية المؤسســية دورًًا حاســمًًا؛ إذ تفترض الدبلوماســية الذكية وجود حوكمة مرنة وآليات تنســيق فعََّالة بين الفاعلين الرســميين وغير الرسميين، كما تسهم التحولات التكنولوجية، خصوص ًًا الرقمنة، في إعادة تشــكيل هذه المحددات من خلال توسيع قنوات التأثير وتجاوز القيود التي تفرضها الأطر التقليدية. وبهذا، تصبح الدبلوماسية سـًا لتفاعلات داخلية وخارجية تعيــد تعريف موقع الدولة وأدواتها في � الذكية انعكا النظام الدولي.
Made with FlippingBook Online newsletter