العدد 28 - نوفمبر/تشرين الثاني 2025

| 112

الصغيرة لأدوات غير تقليدية كالدبلوماســية العامــة، والتعليمية، والإعلامية لصناعة نفــوذ ناعــم، يعو ِِّض محدودية القــدرات التقليدية، ويعزز مــن موقع الدولة ضمن معادلات التوازن الإقليمي والدولي. ، التي تهدف " إســتراتيجية الموازنة " لذلك، تتبنى السياســة القطرية ما يمكن وصفه بـ إلى تحقيق قدر من الاستقلال الجيوسياسي من خلال إقامة علاقات متوازنة مع قوى )، ويتجلى ذلك في قدرتها على الحفاظ على قنوات اتصال دون 30 إقليمية متنافسة ( ا للحوار، بما يعكس التورط في صراعات مباشرة، وعبر تقديم نفسها وسيطًًا محتملًا نهجًًا استباقيًّّا يراكم النفوذ بهدوء ويُُعيد صياغة التوازنات الإقليمية. وبهــذا المعنــى، لم تعد الجغرافيا في الحالة القطرية مجرد معطى ثابت، بل تحولت إلى أداة إستراتيجية تُُوظ ََّف ضمن مقاربة هجينة تجمع بين الموارد المختلفة. ويجس ِِّد هذا التوجه سلوكًًا عقلانيًّّا يتسق مع الواقعية الجديدة؛ حيث لا تُُقاس فاعلية الدولة بقدراتها الصلبة فقط، بل بمدى قدرتها على التكيف، وبناء الشرعية، وتوظيف أدوات مبتكرة لصياغة نفوذ نسبي يتجاوز القيود البنيوية المفروضة عليها. . دوافع التحول نحو الأدوات الناعمة والذكية 2 فرضت محددات الواقع الجيوسياسي، بما يشمله من محدودية عسكرية وديمغرافية، على صانع القرار القطري، تبنِّّي أدوات بديلة لتعزيز الأمن الوطني، وفي هذا الإطار، برزت القوة الناعمة والدبلوماسية الذكية مسارًًا إستراتيجيًًّا لتعويض هذا القصور، من خلال بناء شــبكات سياســية وأمنية تقلِِّل من الانكشاف الإستراتيجي، وتمنح الدولة هامش مناورة أوسع في بيئة إقليمية متقلبة. وقد اســتثمرت قطر في أدوات غير تقليدية كالإعلام، والتعليم، والثقافة، والرياضة، تعزز من موقعها داخل شــبكات " ســمعة إســتراتيجية " بوصفها وســائل فاعلة لبناء التحالــف الدولــي، وتُُصع ِِّب من إمكانية عزلها أو تهديد اســتقرارها، وتســتند هذه )، التي 31 ( " بنى النفوذ البديل " المقاربــة إلى ما يُُعرف في علم العلاقات الدوليــة بـ ا من القوة العسكرية الصلبة. تعتمد على الرموز، والشبكات، والمعايير بدلًا ، كما طو ََّره بيير بورديو، والذي يشير " رأس المال الرمزي " وترتبط هذه البنى بمفهوم ). وضمن هذا 32 إلى القدرة على التأثير من خلال الشرعية والصورة والقبول الدولي(

Made with FlippingBook Online newsletter