129 |
ا : الإصلاح الاقتصادي: المفهوم والأبعاد أول ًا يُُعرََّف الإصلاح الاقتـــصادي بأنه الجهـــود المدروســـة التــي تبـــذلها الدولـــة لمعالجـــة وضـــع میـــزان المدفوعات فیها على الوجه الذي یتماشى مـع تعزیـز فـرص النمـو وزیـادة الكفـاءة فـي اسـتخدام المـوارد. ويكتسب هذا المفهوم أهمية خاصــة فــي الحالة العراقية، نظرًًا لما يعانيه الاقتصــاد العراقي من اختلالات مزمنة فــي ميــزان المدفوعات واعتماد مفــرط على الإيرادات النفطيــة. ويرتبط الإصلاح الاقتـــــصادي بمعالجة اخـتلالات ومـشكلات تحتـــاج إلى برنـامج لتـصحیحها، وعلـــى رأس هــذه المــشكلات اعتماد الناتج القومي على سلعة واحدة للتصدير، وارتفاع المدیونیــــة ومعــدلات التــضخم، واخــتلال الهياكل الإنتاجية وضــعف )، وهي مظاهر تنطبق إلى حد كبير على واقع الاقتصاد العراقي خلال 1 الإنتاجــــية( العقــود الأخيــرة، إضافة للمشــكلات الاقتصادية المتمثلة بالبطالة وتباين مســتوى الدخل بين الســكان، وتباين مســتويات التنمية الإقليمية، والمشــكلات الاجتماعية كالفقر والعنصرية والهجرة والنزوح والتي تعد من أبرز التحديات التي تواجه صنََّاع القــرار فــي العراق. كما يمكن القول: إن الإصلاح الاقتصــادي يُُعنى بالبدء بعملية إصلاح شــاملة تســتهدف تحسين أســلوب تعبئة الموارد وتخصيصها، لغرض تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية والحاجة الاجتماعية على وجه أفضل من ذي قبل، من أجل تصحيح المســار الاقتصادي وتحقيق التوازنات الاقتصادية لغرض تحقيق .) 2 النمو الاقتصادي( ويتمثــل أهم الأهداف التي يســعى صنََّاع القرار إلــى تحقيقها من وراء البدء بعملية الإصلاح فــي تطوير القطاع الخاص، وتعزيــز الإنتاجية، وتقليص البطالة، ومكافحة الفقر، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحديث البنية التحتية، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتوزيع عادل للثروة وتوطين التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في زيادة معدلات النمو الاقتصادي، وخلق مناخات اســتثمارية آمنة ومناســبة وجاذبة للاســتثمارات الاجنبية، وتحقيق العدالة في المستويات المعيشية بين المواطنين عبر دعم الطبقات .) 3 الفقيرة والمتوسطة، وفرض الضرائب على ذوي الدخول العالية( وتبــرز هذه الأهداف بقوة ضمن الخطط الحكومية المتعاقبة في العراق، خاصة بعد ، فــي ظل الحاجة إلى إعادة بناء الاقتصاد الوطني على أســس ســليمة 2003 عــام
Made with FlippingBook Online newsletter