| 142
العراق، سيعاني معاناة شديدة؛ إذ إن غياب الرؤية الإستراتيجية لتنويع مصادر الدخل بعيــدًًا عــن مداخيل النفط، وتفعيل قطاع الزراعة والصناعة واســتثمار حقول الغاز، وتفعيــل نظام الضرائب، وتقليل فجوات الفقر عبر تخفيض مرتبات الدرجات العليا ودعم الطبقات الفقيرة، ومنع السياسيين والبرلمانيين من توظيف مناصبهم للحصول على امتيازات واستثمارات عقارية ومالية، كفيل بالحد من مخاطر الصدمات النفطية والضغوط التضخمية والآثار المتزايدة لتغير المناخ وزيادة تقلب أسعار السلع الأولية؛ .) 48 مما قد يفاقم الاتجاهات الحالية نحو الفقر، ويزيد من انعدام الأمن الغذائي( . العلاقات المتوترة مع إقليم كردستان 5 أدى التطبيق غير المتوازن للفيدرالية إلى توسيع الفجوة بين الحكومة المركزية وإقليم كردســتان، الذي يدير قطاع النفط والمالية بشــكل منفصل؛ مما أخل بوحدة الموارد والسياســات الاقتصادية. فقد رفض الإقليم لســنوات تســليم حصته من الصادرات النفطيــة لبغداد، مع الإصرار على الحصول على حصته من الموازنة الاتحادية. هذا ا في التخطيط الاقتصادي ومنع تبني رؤية وطنية موحدة التنازع المستمر خلق اختلالًا للإصلاح. كما أضعف الثقة بالمركز وأدى إلى تكرار الأزمات المالية ولاسيما أزمة تســليم عائــدات البترول المصد ََّر من حقول الإقليــم، وأزمة تمويل رواتب موظفي يعتمــد العراق في إيراداته العامة بشــكل كبير على صــادرات النفط. إلا أن إصلاح قطاع النفط وتقليل الاعتماد عليه، بات يخضع لرؤية الأحزاب السياســية، ســواء في توزيع المناصب داخل وزارة النفط وشركاتها النفطية العاملة، أو بتحريك ميليشيات مســلحة للهيمنة على بعض الحقول النفطية في بعض المناطق غير المســتقرة أمنيًًّا، ). وقد باتت السيطرة على الموارد النفطية والغازية 50 والسيطرة على حركة التصدير( وإدارتها أحد أوج ُُه التنافس والصراع المعقدة بين الأحزاب السياسية والميليشيات في العراق، وإحدى أهم أدوات الإثراء والفســاد في هذا القطاع؛ مما يحرم العراق من الاســتفادة القصوى من ثرواته الطبيعية ويؤدي إلى هدر الموارد، ويمنع أي إصلاح .) 51 حقيقي لهذا القطاع الحيوي( .) 49 الإقليم من قبل الحكومة الاتحادية( . تفشي الفساد في قطاع النفط والموارد 6
Made with FlippingBook Online newsletter